الأربعاء، نوفمبر 23، 2011

كيف يعبث مؤشر داو جونز بتاريخ وول ستريت




في يوم 23 نوفمبر 1954 تمكن مؤشر داو جونز الصناعي، بعد ربع قرن من الانتظار، من تجاوز المستوى القياسي الذي بلغه يوم 3 سبتمبر 1929. وظل هذا الفاصل الزمني هو الأطول بلا منازع من بين الفترات الزمنية الفاصلة بين المستويات القياسية عبر تاريخ المؤشر الذي يمتد لمائة وخمسة عشر عاما. وقصة هذا الانتعاش الطويل تخبرنا الكثير عن دور الأرقام في تشويه نظرتنا إلى الماضي.

في أحد أيام العام 1929 ارتفع مؤشر داو ليبلغ مستوى قياسيا عند 381.17 نقطة، وفي مساء اليوم التالي هبط المؤشر فجأة مع انتقال ملكيات مليوني سهم لبعض الشركات الصغيرة خلال الساعة الأخيرة من التداول. وشهدت الأسابيع الستة التالية هبوطا مستمرا للمؤشر إلى أن انهار يوم 24 أكتوبر وسط تداولات فاقت المعدلات الطبيعية. وفي ذلك اليوم تدخل عدد من المصرفيين بطلبات شراء بلغت قيمتها 20 مليون دولار فعاد السوق للاستقرار.

وبعد خمسة أيام فقط، في 29 أكتوبر، لم يستطع أحد أن يوقف أكثر الانهيارات شهرة في تاريخ وول ستريت. بلغ حجم التداول يومذاك مستوى قياسيا، 16 مليون سهم، لم يتكرر ثانية حتى العام 1968.

الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

المؤامرة الأخرى: اغتيال روبرت كينيدي




تستذكر وسائل الإعلام في شهر نوفمبر من كل عام حادثة اغتيال الرئيس كينيدي بكل ما يرافقها من جدل. لكن هذه الوسائل نادرا ما تذكر مناسبة أليمة أخرى لعائلة كينيدي؛ ففي يوم 20 نوفمبر 2011 كان روبرت كينيدي – شقيق جون ف. كينيدي وشريكه السياسي المخلص – سيبلغ من العمر 86 عاما لو لم يتم اغتياله أيضا. وبالرغم من أن وسائل الإعلام التزمت الصمت المطبق حيال هذه القضية، فإن الحقائق الصارخة تستدعي إجراء تحقيق أكثر عمقا.

روبرت كينيدي بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية في ولاية كاليفورنيا- يونيو 1968
تبدو قصة اغتيال روبرت كينيدي بسيطة على نحو مخادع. فبعد فوزه في الانتخابات الأولية التي أجراها الحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا لاختيار مرشحه للرئاسة، دخل السيناتور روبرت كينيدي إحدى غرف التخزين في فندق أمباسادور بلوس أنجيلوس. قام فلسطيني مسيحي يدعى سرحان سرحان بإطلاق النار عليه من مسدس كان يحمله، وتوفي كينيدي بعد قرابة 25 ساعة بينما أصيب خمسة آخرون. حوكم سرحان سرحان وأدين بجريمته وانتهت الحكاية، أليس كذلك؟

ليس بهذه السرعة. إن الجريمة أشبه بالأحجية، لا يمكن أن تحل بمجرد وضع إحدى القطع في مكان لا يناسبها. والنظرية القائلة إن سرحان هو الذي قتل كينيدي هي قطعة غير مناسبة لهذه الأحجية وليس لها دليل قاطع يؤيدها. فيما يلي عدد من الحقائق التي ليست محل جدال:

مذكرات نكرة- الحلقة الثامنة عشرة

الفصل السادس


عودة غير متوقعة لابننا ويلي لوبين بوتر

4 أغسطس- وصلتنا بالبريد رسالة لطيفة من نجلنا العزيز ويلي، يطري فيها على هدية كانت كاري قد أرسلتها له يوم أول أمس الذي كان عيد مولده العشرين. ولدهشتنا الشديدة وجدناه يقف أمامنا بشحمه ولحمه في المساء، بعد رحلة طويلة من أولدهام. قال إنه حصل على إجازة من البنك الذي يعمل فيه، وبما أن يوم الإثنين عطلة أيضا فلا مانع من مفاجأة جديدة.

5 أغسطس، الأحد- لم نكن قد رأينا ويلي منذ عيد الميلاد الماضي، وسرنا كثيرا أن نراه قد تحول إلى شاب يافع. لم يكن ممكنا تصديق أنه ابن كاري، حيث كان يبدو كما لو كان أخاها الأصغر. لم أحبذ ارتداءه بزة أنيقة في يوم الأحد، وأعتقد أنه كان ينبغي أن يرافقنا للكنيسة في الصباح، لكنه قال إنه ما زال متعبا من رحلة الأمس فامتنعت عن التعليق عن الأمر. احتسينا بعض النبيذ الأحمر بعد العشاء، وشربنا في صحة ويلي العزيز.

السبت، نوفمبر 19، 2011

كيف ابتدعت الشركات الكبرى المناطق الزمنية الأمريكية




في ظهيرة يوم 18 نوفمبر 1888 تعرف الأمريكيون لأول مرة على ما يسمى توقيت السكك الحديدية الموحد، والذي كان من بنات أفكار عدد من مسؤولي السكك الحديدية كانوا قد عقدوا اجتماعا لهم في شيكاغو خلال الشهر المنصرم. ولكي يتوصل هؤلاء إلى تنظيم أعمالهم المزدهرة آنذاك وتوسيع نطاقها، اتفقوا على تقسيم الولايات المتحدة إلى أربع مناطق زمنية على امتداد أربعة خطوط للطول هي 75، و90، و105 و120 على التوالي


لم يكن ذلك القرار ينطبق إلا على رحلات القطارات، وهي كل ما كان يخضع لسلطتهم. لكن تأثير ذلك القرار امتد فيما بعد ليطال حياة جميع الأمريكيين دون استثناء.


وفي ذلك اليوم نفسه، قام المرصد البحري بتعديل إشاراته البرقية (التلغرافية) لتتواءم مع النظام الجديد. وسرعان ما أخذت الولايات واحدة تلو أخرى في اعتماد هذه المناطق الزمنية. وهكذا أفلحت حفنة من رجال الأعمال في إقناع الأمريكيين بتغيير طريقة حسابهم للزمن، وكان ذلك مثالا جليا ومبكرا على قدرة الشركات الكبرى على ممارسة التأثير على أبسط جوانب الحياة العامة.

الاثنين، نوفمبر 07، 2011

الطبقة الوسطى تدفع ثمن أخطاء الأسواق المالية




يمكن القول، وفق منظور معين، إن الأزمات المالية كلها متشابهة: مجموعة صغيرة نسبيا من الأفراد، من كبار المصرفيين عادة، يجدون فرصة للدخول في استثمارات ذات مخاطر مرتفعة للغاية. يحقق هؤلاء المصرفيون أرباحا كبيرة لبعض الوقت، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار أسهم شركاتهم وكذلك مكافآت كبار المسؤولين فيها. لكن هذه الأرباح لا تعبر قطعا عما سيتبلور بالفعل خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، أي أنها تعمل على التقصير في تقدير المخاطر والمبالغة في تقدير الأرباح الحقيقية.

إن الدخول في استثمارات ذات مخاطر عالية يؤدي إلى رفع احتمالات زيادة العوائد قصيرة الأمد، وهذا ما حصل مع النظام المصرفي الآيسلندي بعد العام 2003، عندما تم السماح لثلاثة بنوك بالدخول في استثمارات خارجية بالغة الضخامة، ووصلت الميزانية التراكمية لها جميعا إلى عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لآيسلندا، وأتت غالبية هذه الأموال من التمويل قصير الأمد. وهكذا ظن القادة السياسيون لآيسلندا أن بلادهم اكتشفت سبيلا جديدا للازدهار الاقتصادي، لكنهم في أكتوبر 2008 اكتشفوا الحقيقة القاسية: الأرباح الهائلة تنطوي على مخاطر هائلة. انهارت بنوك آيسلندا، ودخل الاقتصاد في ركود عميق.

هذه المحاولة الآيسلندية لإدارة شؤون دولة بأكملها كما لو كانت صندوق تحوط ربما تثير الرغبة في الضحك أو ربما الرغبة في البكاء. لكن الحقيقة المرة هي أن الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية تصرفت على نحو مشابه من خلال السماح أو التشجيع لبعض فئات القطاع المصرفي بالدخول في استثمارات تنطوي على الكثير من المخاطر. وقد تبدى هذا في الإفراط في تقديم القروض لمجموعات من الحكومات، ومطوري العقارات، والعائلات.

الأحد، نوفمبر 06، 2011

موسيقى



يصغي المهموم إلى تراقص الأوتار
موسيقى باكو دي لوثيا تنتزع الحزن من قلبه انتزاعا
تمسك به، تقلبه بين أصابعها، تعيد تشكيله
تتأمله من جديد فلا تعجبها صورته
يرتفع الصوت قليلا، تسلط الضوء على قلب الحزن
تستعين بعين ثالثة ورابعة، دون جدوى
تحلق عاليا في سماء من عبير
تتردد الأصداء
وتسمو
ثم ترجع، مع انخفاض الصوت، واقتراب نهاية المقطوعة
ويرجع معها النداء:
من أين جئت بكل هذا الحزن أيها التعس؟