الجمعة، يوليو 20، 2012

عندما تأتي الشمس بالظلام


جيم ألغار

عندما أرسلت الشمس خلال الأسبوع الماضي عاصفة مغناطيسية في اتجاه الأرض استمع الأمريكيون للتحذيرات المعتادة في مثل هذه الظروف: احتمال انقطاع الكهرباء، واحتمال توقف خدمات الاتصالات وغيرها – وقد تجاهل أغلب الناس هذه التحذيرات.

يبدو أن هذه التحذيرات لا تنفك تترافق مع كل عاصفة شمسية. ولا شك في أن التكرار يفقد هذه التحذيرات تأثيراتها: "لقد سمعنا بهذا من قبل"، "إنهم يقولون الكلام نفسه في كل مرة".

ربما كرر الكنديون في كويبك الكلام نفسه يوم 13 مارس 1989: تجاهلوا التحذيرات وخرجوا باسمين إلى أعمالهم، إلى أن انطفأت الأنوار في ساعات الصباح المبكر واستمر الانقطاع لمدة 12 ساعة متواصلة بقي خلالها الناس مسجونين في المكاتب والمصاعد، واستيقظ من مكثوا في بيوتهم على وقع البرد القارس.

السبت، يوليو 07، 2012

مشكلة إسرائيل مع الربيع العربي


على الرغم من كل ما قيل عن الثورات العربية، فمن الواضح أنها تمثل مشكلة لإسرائيل. لكن ما مدى سوء هذه المشكلة، وماذا يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تفعل لتحمي نفسها من هذا الخطر؟ لقد استمعت لبعض الأفكار المثيرة للاهتمام – ولكنها لم تكن مشجعة كثيراً – حول هذا الموضوع من كبار المسؤولين في الحكومة خلال الأسبوع الماضي.

يمكن القول باختصار إن معظم المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن العلاقات مع العرب سوف تتجه تدريجياً إلى الأسوأ، وربما يستمر ذلك لبضعة عقود من الزمن، قبل أن تتجذر الممارسة الديمقراطية وتصبح الشعوب العربية مستعدة على الأرجح للقبول بوجود الدولة اليهودية. والتحدي الأكبر بالنسبة لإسرائيل هو كيفية تفادي إغضاب الرأي العام العربي، وهو عامل هام جديد، وحماية الدولة في الوقت نفسه.

وخير تمثيل للعقدة التي تواجهها إسرائيل اليوم هو انتخاب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي رئيساً لمصر. وقد بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإرسال برقية تهنئة باهتة له بمناسبة تنصيبه، عبر فيها عن أمله في أن تبقى العلاقات الإسرائيلية المصرية قائمة على التعاون بين الطرفين وفقاً لمصالحهما المشتركة. ولكن هذه الرسالة تخفي وراءها الكثير من القلق مما هو قادم.

لماذا تقف روسيا إلى جانب سوريا



يعتقد الكثيرون في الغرب أن الدعم الروسي لسوريا إنما ينبع من رغبة موسكو في جني الأرباح من بيع الأسلحة لحكومة بشار الأسد والاحتفاظ بقاعدتها البحرية في ميناء طرطوس السوري. غير أن هذه التكهنات لا تعدو كونها سطحية ومضللة. إن السبب الحقيقي وراء مقاومة روسيا لأي إجراء دولي قوي ضد نظام الأسد هو خشيتها من انتشار التطرف الإسلامي واضمحلال مكانتها بين القوى العظمى في العالم في وقت يشهد تزايد اعتماد الدول الغربية على تنفيذ عمليات عسكرية أحادية الجانب.

بلغ مجموع قيم صفقات التسلح التي عقدتها سوريا مع روسيا منذ عام 2005 حوالي 5.5 مليون دولار، وكانت هذه الصفقات موجهة في الغالب إلى تحديث القوة الجوية والدفاع الجوي السوريين. وقد عمدت روسيا إلى تأجيل الكثير من تلك الصفقات لأسباب سياسية بالرغم من أن سوريا التزمت إلى حد كبير بتسديد مستحقاتها في موعدها، بل إن إحدى الصفقات لشراء أربع طائرات ميغ 31 المقاتلة ألغيت بالكامل. وتم الكشف مؤخراً عن أن روسيا كانت قد أوقفت تسليم أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي (S-300) لسوريا.

لا شك في أن سوريا من أهم المستوردين من روسيا، لكن هذا لا يعني أنها من أهم مشتري السلاح من موسكو – حيث لم تمثل المشتريات السورية سوى 5% فقط من إجمالي مبيعات السلاح الروسية في عام 2011. والواقع أن روسيا امتنعت لوقت طويل عن تزويد دمشق بأكثر الأسلحة تطوراً لكي تتجنب إغضاب إسرائيل والغرب، ما أدى في بعض الأحيان إلى الإضرار بالعلاقات التجارية والسياسية بين دمشق وموسكو.