الخميس، أغسطس 31، 2017

إلى حيث تهوي الأفئدة

هذا يوم عرفة يعود من جديد
قبل اثني عشر عاماً كنت مع حجاج بيت الله ألبي وأكبر وأدعو
وفي كل عام، عندما أشاهد الحجاج في منى وعرفات ومزدلفة أدعو الله أن يكتب لي الحج مرات ومرات
لم أشبع من الحج! رحلة لا تشبهها رحلة
أحمد الله كثيراً أن الحج في عام 1425/2005 كان بغير واي فاي، ولم تكن ثمة كاميرا في هاتفي المحمول الذي أخذته معي بعد تردد كبير أصلاً. لم يكن في حجي واتس آب ولا فيسبوك ولا تويتر ولا إنستغرام، ولم يكن الناس مشغولين بتصوير أنفسهم ومرافقيهم. لم يكن الهوس الجنوني الذي نراه اليوم قد بدأ بعد.
لن أنسى طواف الوداع عندما اختلطت دموع الرحيل مع طهارة المطر المنهمر من السماء على أقدس بقاع الأرض. لم أصور تلك اللحظات لكنها ماثلة في الذاكرة كأنما أعيشها في التو. وقد عثرت اليوم على فيديو لتلك الأجواء المهيبة المذهلة.

مشيت في مكة مسافة طويلة تحت المطر، وشهدت السيول تتدفق في شعاب الوادي غير ذي الزرع. لم أشأ أن أضيع تلك اللحظات بركوب سيارة إلى الحرم بل فضلت السير. وبعد الطواف الأخير كنت خائر القوى لكن سعادة الانتهاء من مناسك الحج لا تماثلها سعادة!