الأربعاء، يونيو 12، 2019

علماء ينجحون في اختبار طريقة لتشخيص التوحد عبر فحص الدماغ

نجح علماء في كلية (ويك فوريست) الطبية في اتخاذ الخطوة الأولى لتطوير فحص دماغي موضوعي لتشخيص التوحد.

استخدم الفريق أسلوب التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) في قياس استجابة الأطفال المصابين بالتوحد للإشارات البيئية المختلفة عن طريق تصوير جزء معين من الدماغ وظيفته إسناد القيمة للتفاعلات الاجتماعية.

نتائج الدراسة منشورة في النسخة الإلكترونية الحالية من مجلة Biological Psychology.

يقول الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور كينيث كيشيدا، وهو أستاذ مشارك في علم النفس وعلم الأدوية في كلية (ويك فوريست) الطبية: "في الوقت الحالي، يتولى تشخيص التوحد طبيب سريري في جلسة لمدة ساعتين إلى أربع ساعات، ويكون التقييم ذاتياً ومستنداً إلى الخبرة. الفحص الذي نجريه يتضمن قياساً سريعاً وموضوعياً للدماغ لتحديد ما إذا كان الطفل يتجاوب بشكل طبيعي مع المثيرات الاجتماعية مقابل المثيرات غير الاجتماعية، وهذا مؤشر حيوي على التوحد".

يعرف اضطراب طيف التوحد بأنه اضطراب نمائي يحد من التواصل والتفاعل مع الأشخاص الآخرين. وحسب تقديرات المعاهد الصحية الوطنية الأمريكية (NHS) فإن واحداً من كل ستين طفلاً في الولايات المتحدة مصاب بالتوحد


وفي إطار الدراسة، أجرى الفريق اختباراً على استجابة قشرة الفص الجبهي البطني (vmPFC) للإشارات البصرية التي مثلت تفاعلات اجتماعية مرتفعة القيمة لدى الأطفال الذين سبق تشخيصهم على أنهم مصابون باضطراب طيف التوحد مقارنة بالأطفال ذوي النمو الاعتيادي. أجريت الدراسة على 40 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً، عدد المصابين باضطراب طيف التوحد 12 وعدد ذوي النمو الاعتيادي 28.

في البداية، أجري مسح دماغي للمشاركين في الدراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء مشاهدتهم ثماني صور لأشخاص أو أشياء، بحيث عرضت كل صورة عليهم عدة مرات. كل مجموعة من الصور كانت تحتوي على صورة للشخص المفضل وصورة للشيء المفضل لدى كل مشارك. أما الصور الست الأخرى فهي صور قياسية لثلاثة وجوه وثلاثة أشياء يعبر كل منها عن جوانب سارة ومحايدة وغير سارة، وقد اختيرت من قاعدة بيانات مستخدمة على نطاق واسع في التجارب النفسية.

بعد الانتهاء من المسح بالرنين المغناطيسي لمدة 12-15 دقيقة، شاهد الأطفال مجموعة الصور نفسها على شاشة حاسوب وقاموا بتصنيفها وفق الترتيب من السار إلى غير السار وفق مقياس متدرج على أساس التقييم الذاتي. إضافة إلى ذلك، عرضت الصور على الأطفال في أزواج وطلب منهم تحديد الصورة التي يفضلونها على الأخرى.

وبحسب الدراسة فإن متوسط استجابة قشرة الفص الجبهي البطني (vmPFC) كان أدنى بكثير لدى مجموعة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد منه لدى الأطفال ذوي النمو الاعتيادي. ووفقاً لكيشيدا فإن استخدام الصور محفزاً وحيداً لرصد 30 ثانية من بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) كان كافياً للتمييز بين مجموعتي المصابين باضطراب طيف التوحد وذوي النمو الاعتيادي.

يقول كيشيدا: "استجابة الدماغ لهذه الصور متوافقة مع افتراضنا بأن دماغ الأطفال المصابين بالتوحد لا يشفر قيمة التفاعل الاجتماعي على النحو الذي يجري عند الأطفال ذوي النمو الاعتيادي. وبناء على دراستنا، فإننا نتطلع إلى فحص للتوحد يدخل فيه الطفل إلى جهاز المسح وينظر إلى مجموعة من الصور، ويحصل خلال 30 ثانية على قياس موضوعي يشير إلى مدى استجابة دماغه بصورة طبيعية للمثيرات الاجتماعية والمثيرات غير الاجتماعية".

وأضاف كيشيدا أن هذه المنهجية يمكن أن تضمن للعلماء فهماً أفضل لآليات الدماغ ذات الصلة باضطراب التوحد ككل بالإضافة إلى الأنواع المختلفة ضمن طيف هذا الاضطراب. ويخطط فريق كيشيدا لإجراء دراسات لاحقة لتحديد المناطق الأخرى من الدماغ ذات الصلة بمختلف جوانب هذا الاضطراب للمساعدة على تقديم معالجات مخصصة للمرضى.

- انتهى- 

المصدر:
Kenneth T. Kishida, Josepheen De Asis-Cruz, Diane Treadwell-Deering, Brittany Liebenow, Michael S. Beauchamp, P. Read Montague. Diminished single-stimulus response in vmPFC to favorite people in children diagnosed with Autism Spectrum DisorderBiological Psychology, 2019; DOI: 10.1016/j.biopsycho.2019.04.009

ليست هناك تعليقات: