الفصل الثالث
19 أبريل- زارنا كمنغز وأحضر معه صديقه ميرتون الذي يعمل في تجارة النبيذ. حضر غوينغ أيضا. تصرف السيد ميرتون كما لو كان في منزله منذ اللحظة الأولى وفوجئنا به أنا وكاري لكننا احترمنا مواقفه.
أرجع ميرتون مقعده إلى الخلف وقال: "يجب أن تقبلوا بي على حالي هذه" فكان جوابي:" نعم- ويجب أن تقبل أنت بنا على حالنا هذه. نحن أناس طبيعيون، ولسنا متكلفين".
فقال لي: "لا لستم كذلك. هذا واضح"، وانفجر كمغنز بالضحك، لكن ميرتون خاطبه بأسلوب شديد التهذيب قائلا:" يبدو أنك لم تفهم ما قلت. ما كنت أعنيه هو أن مضيفينا الرائعين واعيان تماما بكل المظاهر الراقية لكنهما يفضلان أن يعيشا حياة بسيطة واقعية بدلا من أن ينفقا أموالهما على شرب الشاي الفاخر بعد الظهر والعيش فوق مستوى دخلهما".
سعدت كثيرا لسماع هذه العبارات الجميلة من السيد ميرتون، وأنهيت الموضوع بقولي:" لا، بصراحة يا سيد ميرتون، نحن لا نخالط أفراد المجتمع كثيرا لأننا لا نأبه له. إذ ما الداعي لتبذير المال في شراء معاطف غالية الثمن وقفازات بيضاء وربطات عنق بيضاء، إلخ، بينما لا تبدو هذه الأمور جديرة بإنفاق المال عليها".
قال ميرتون في معرض حديثه عن الأصدقاء:" إن شعاري هو (قلة مخلصون) وبالمناسبة، فإن هذا الشعار ينطبق عندي على النبيذ أيضا (قليل جيد)" وقال غوينغ:" نعم، وفي بعض الأحيان (رخيص ولذيذ) أليس كذلك أيها العجوز؟" أما ميرتون فواصل حديثه قائلا إنه سوف يعاملني كصديق له، وإنه سوف يخصني بدزينة من وسكي (لوكانبار) خاصته، وبما أنني صديق قديم لغوينغ فسوف يمنحني إياها بسعر زهيد لا يتجاوز ستة وثلاثين شلنا، وهو يقل عن الثمن الذي دفعه مقابلها.
قام ميرتون بتسجيل طلبي، وقال أيضا إنني إذا شئت أن أذهب للمسرح في أي وقت فكل ما علي هو أن أخبره بذلك، لأن اسمه معروف لدى جميع مسارح لندن.
20 أبريل- ذكرتني كاري بأن إحدى صديقاتها من أيام المدرسة، آني فولرز (اسمها الآن السيدة جيمس) وزوجها قد حضرا إلى لندن قادمين من ساتون لبضعة أيام، وأنه سيكون لطيفا أن نصطحبهما إلى المسرح، وأن بوسعي أن أطلب من السيد ميرتون أن يزودني بتذاكر لأربعة أشخاص سواء للأوبرا الإيطالية أو لمسرح هيماركت أو سافوي أو اللوسيوم. وعلى الفور كتبت للسيد ميرتون بهذا الصدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق