السبت، نوفمبر 07، 2009

"اللغة" المصرية

البعض من الناس تبلغ به التفاهة والصفاقة مبلغا لا يستطيعون معه الاحتفاظ بها لأنفسهم، بل تجدهم يحاولون أن يشركوا الآخرين معهم بها ويطلعوهم عليها، كأنما هي رسالتهم التي يحملونها لهذا العالم!


من هذه الفئة شرذمة حملت على عاتقها نشر تفاهة جديدة أسموها "اللغة المصرية"، وأخذوا ينشرونها في كل حدب وصوب على أنها لغة أهل مصر، وأنها ليست ذات ارتباط كبير باللغة العربية رغم أن حروفها وأصواتها عربية صرفة، وأنها لغة مستقلة قائمة بذاتها وليست لهجة من العربية، بل إنهم يزعمون أن علاقة المصرية بالعربية كعلاقة الإنجليزية بالألمانية!!



سأقتبس مما كتب هذا النفر المريض في موقع ويكيبيديا الشهير، الذي يفترض أن يكون موسوعة يشارك فيها الجميع دون قيود، ليستفيد منها الجميع دون تكلفة. يقول هؤلاء عن اللغة الرسمية في مصر: "رغم إن اللغه الرسمية فى مصر هيه العربى، انما مفيش حد فى مصر بيتكلمها فى حياتهُ اليوميه، بما إن العربى مقصور على التعاملات الاداريه و الصحافه المكتوبه. انما المصريين بيتكلمو اللغه المصريه الحديثه (العاميه المصريه)".. وتأمل فيما يقولون عن هذه "اللغة": "المَصري (اللغة المصرية الحديثة) هى اللغة اللي المصريين بيتكلّموها في مصر,[1] ابتدا تاريخها في دلتا النيل حوالين بلادها الحضرية زي القاهرة وإسكندرية.[1] النهارده اللغة المصرى هي اللغه السايدة في مصر و بيتكلّمها معظم سكّانها. اللغه المصريه الحديثه هى لغه معترف بيها. كود اللغة بالنسبة لقانون المنظمه الدولية للتوحيد القياسى (ايزو 639), هو arz."


وفي موقع ويكيبيديا -وسواه- تفصيل لما يهذي به هؤلاء مما لا يتسع لذكره المقام، وحتى لو اتسع فلن أذكر من تفاهاتهم أكثر مما ذكرت. إنما أريد أن أوضح أن هذه الدعوة ومثلها الكثير ظهرت في تاريخنا من قبل، وسوف تظهر من بعد،ولن تضر اللغة العربية شيئا. ورب سائل يسأل: وما هو الضرر الذي يمكن أن تسببه مبادرة كهذه للغة تجذرت في النفوس، ونزل بها كتاب رب الأرض والسماء؟ فنقول: الضرر ليس على اللغة ولا على كلام رب العالمين وإنما هو على الخلائق! على الإنسان العامي البسيط الذي تخدعه المظاهر، ويسعى وراء ما يصوره له الآخرون سهلا، وينفر مما يصوره له الآخرون صعبا..الخوف هو على أناس سينخدعون بتفاهة كهذه ثم تذروهم معها رياح الحقيقة كالغبار، أو يجرفهم نهر التاريخ كالزبد الذي يذهب جفاء.


أهل هذه "اللغة"، وهم قلة لن تكثر بإذن الله، يريدون أن يقطعوا مصر عن عروبتها وعن تراثها وتاريخها. وهم بالطبع ينالون من أعداء الإسلام كل تشجيع واهتمام، بدليل حصولهم على رمز عالمي للغتهم المزعومة في وقت قياسي! ومن المؤسف أن هذه الدعوة خرجت من أرض مصر، التي لم يعد يخرج منها ما يسر هذه الأيام..


أين أنتم يا أهل مصر من هؤلاء؟

ليست هناك تعليقات: