17 أبريل- فكرت في كتابة ملاحظة لطيفة صغيرة لغوينغ وكمنغز عما حصل الأحد الماضي، محذرا إياهما من السيد ستيلبروك. وبد أن أعدت النظر في الموضوع مزقت الرسالة وعزمت على ألا أكتب لهما مطلقا، وأن أتحدث إليهما بدلا من ذلك بهدوء. أذهلني وصول رسالة قاسية من كمنغز يقول فيها إنه هو وغوينغ ينتظران مني تفسيرا لتصرفي (تصرفي أنا!) الغريب عندما عدت للبيت بمفردي يوم الأحد. وكان ردي كالتالي:" لقد ظننت أني أنا الطرف المظلوم فيما حصل، لكن بما أني سامحتكما بمحض إرادتي فإن عليكما - وأنتما تحسبان نفسيكما مظلومين- أن تسامحاني بالمقابل"
. نسخت هذه العبارة بحذافيرها في مذكراتي، لأنها برأيي إحدى أفضل وأعمق الجمل التي كتبتها في حياتي. أرسلت الرسالة وأنا أشعر في قرارة نفسي أنني كنت في الحقيقة أعتذر ممن أهانوني.18 أبريل- أصابتني اليوم نزلة برد. أمضيت اليوم كاملا في العطاس داخل المكتب. في المساء بلغت الحمى حدا لا يطاق فأرسلت سارة لشراء زجاجة من (كيناهان). غرقت في النوم على المقعد واستيقظت وأنا أرتعش. ثم تفاجأنا بسماع طرقات عالية على الباب. ارتعبت كاري وسقطت أرضا. ولأن سارة لم تكن قد عادت بعد فقد نهضت متثاقلا وفتحت الباب لأجد كمنغز أمامي، وتذكرت حينها أن صبي البقالة كان قد عطل جرس الباب ثانية. شد كمنغز على يدي وقال:" لقد رأيت غوينغ للتو. كل شيء على ما يرام. لن نتحدث في الأمر ثانية". لا شك في أنهما مقتنعان بأنني أنا الذي اعتذرت.
بينما كنت ألعب الدومينو مع كمنغز في الردهة قال لي:" على فكرة، هل تريد أي نبيذ أو مشروبات كحولية؟ لقد بدأ قريبي ميرتون العمل في هذا المجال، ولديه ويسكي فاخر، عمر الزجاجة أربع سنوات، بسعر ثمانية وثلاثين شلنا. إنك جدير بشراء دزينة منها". فقلت له إن القبو في بيتي صغير جدا وممتلئ عن آخره. وفي اللحظة نفسها فوجئنا بسارة تدخل الغرفة وتضع أمامنا زجاجة من الويسكي ملفوفة في ورقة صحيفة متسخة وقالت:" أرجوك يا سيدي، البقال يقول إنه لم يعد لديه (كيناهان) وهذا بديل جيد مقابل ستة وعشرين شلنا، مع ضمان بنسين على الزجاجة. وهل تريد أي خمر؟ لأنه يبيعها مقابل واحد وثلاثين جنيها، وهي جافة كالجوز!".
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق