الجمعة، أبريل 27، 2012

هل اشترك توماس ميدلتون مع شكسبير في كتابة مسرحية "الأمور بخواتيمها"؟


(صحيفة ديلي ميل) أعلنت أستاذتان في جامعة أكسفورد عن توصلهما إلى أن مسرحية شكسبير "الأمور بخواتيمها" ربما تكون كتبت بالاشتراك مع مؤلف مسرحي آخر.

هذا الكاتب الآخر يدعى توماس ميدلتون، وهو مؤلف مسرحية "الخائن"، ومن المحتمل أنه اشترك في كتابة المسرحية الكوميدية "الأمور بخواتيمها" المنشورة في المجلد الأول من أعمال شكسبير عام 1623، وذلك اعتماداً على تحليل النص والتهجئة والمفردات وصياغة النصوص.

ووفقاً لكل من لورين ماغواير وإيما سميث، وهما أستاذتان في كلية اللغة الإنجليزية بجامعة أكسفورد، فإن وجود البصمات الأدبية واللغوية للكاتبين في المسرحية يمثل دليلاً على إمكانية اشتراك ميدلتون في كتابتها.

تقول الدكتورة سميث: "نحن لا نقول إن ميدلتون وشكسبير عملا معاً على تأليف "الأمور بخواتيمها" لكن الحديث عن دور لميدلتون في تأليف هذه الكوميديا يفسر الكثير من النقاط الغامضة في أسلوب المسرحية وفي نصوصها وأسلوبها السردي." وتضيف الأستاذة الجامعية: "إن أسلوب توجيه الممثلين على المسرح بحيث يبدو أن النقطة ("يبقى باروليس ولافيو في المؤخرة، ويتحدثان عن الزفاف") هي النقطة التي سلم عندها أحد المؤلفين العمل للآخر".


عاش الكاتب اللندني توماس ميدلتون بين عامي 1580 و1627 وكان من كبار الكتاب في زمنه، واشتهر بعدة أعمال من بينها "فلتحذر النساء من النساء". وتقول الأكاديميتان إن تحليل التركيب النصي لمسرحية "الأمور بخواتيمها" يدل على مساهمة ميدلتون في تأليفها، ومن المحتمل أيضاً أن يكون قد ساهم مع شكسبير في كتابة مسرحية "تيمون الأثيني".

وأضافت البروفيسورة ماغواير أن "نسبة النصوص المقفاة في المسرحية تزيد كثيراً على ما هو معتاد في أدب شكسبير حيث بلغت 19 بالمائة، وهذه النسبة قريبة جداً من النسبة المعتادة لدى ميدلتون وهي 20 بالمائة. كما أن شكسبير معتاد على استخدام مفردة (Omnes) بمعنى (كل) أو (جميع) بينما يستخدم ميدلتون مفردة (All)، وهذه المفردة لم تظهر في المجلد الأول من أعمال شكسبير إلا مرتين، وكلاهما في مسرحية الأمور بخواتيمها".

ومن جانبها أوضحت البروفيسورة ماغواير أن من المحتمل أن يكون ميدلتون هو من كتب المشهد الثالث من الفصل الرابع بالمسرحية، حيث قالت "في هذا الفصل يصف باروليس برتام بأنه شهواني (Ruttish)، وهذه المفردة لم تستخدم في الوصف إلا في مسرحية "الفينيق" لميدلتون. هذا بالإضافة إلى العديد من المفردات التي لم ترد إلا في مسرحيات ميدلتون".

لقطة من أحد عروض مسرحية "الأمور بخواتيمها" في لندن
ويمكن العثور على مزيد من الأمثلة على هذه المفردات "الحديثة" في النص وصياغته، والتي تبدو أقرب إلى أسلوب ميدلتون منها إلى أسلوب شكسبير. ويُعتقد على نطاق واسع أن إثبات تعاون شكسبير وميدلتون في كتابة "الأمور بخواتيمها" سوف يقدم إضاءة مثيرة على كيفية إنجاز شكسبير لمؤلفاته.

وأوضحت الدكتورة سميث: "في المسرحيات التي نعتقد أن شكسبير تعاون مع غيره في تأليفها، من المرجح أن العلاقة بين طرفي الكتابة كانت أشبه بعلاقة بين معلم وتلميذه، حيث كان شكسبير هو التلميذ في سنواته الأولى ثم تحول إلى معلم فيما بعد". وأضافت سميث: "نحن نعتقد أن تأليف مسرحيتي الأمور بخواتيمها وتيمون الأثيني كان بين عامي 1606 و1607 بينما كان شكسبير يحقق نجاحاً متوسطاً. ومن المحتمل أن يكون قد فضل التعاون مع ميدلتون الذي كان كاتباً مرموقاً آنذاك لكن العلاقة بينهما لم تكن علاقة تدريب أو تدريس بل علاقة تعاون".

وأشارت البروفيسورة لوري ماغواير إلى أن الكثير من المسرحيات في ذلك الوقت كانت تُكتب بأسلوب تعاوني، لكن الاعتقاد السائد كان يفترض أن شكسبير ظل يكتب مسرحياته بنفسه لأنه لم يكن يرغب في تقاسم النجاح مع أي من أقرانه في ذلك الوقت. وقالت ماغواير: "إن الصورة التي تتجلى أمامنا عن تلك الفترة تتضمن قدراً كبيراً من التعاون. لقد كان الوضع آنذاك أشبه باستوديو سينمائي يعمل فيه عدد كبير من الكتاب". وأضافت: "نحن واثقون من أن ثمة يد أخرى في تأليف هذه المسرحية وأن تلك اليد كانت يد توماس ميدلتون".

ليست هناك تعليقات: