الأحد، يونيو 12، 2011

العمرة السادسة


الآن، وقد عقدت العزم على أن أؤدي عمرتي السابعة بعد أسبوع من الآن، راجيا من الله القبول والمغفرة، فهذه صور ادخرتها من العمرة السابقة التي أكرمني الله بأدائها في شهر مارس من العام 2009، لعلها تكون مفيدة للمقارنة مع الصور التي سآتي بها، إن شاء الله، بعد إتمام عمرتي السابعة قريبا:

غادرنا عمان في تمام الثانية بعد الظهر من يوم الأربعاء 4 مارس 2009، الموافق للسابع من جمادى الأولى 1430، قاصدين المدينة المنورة.
كان قد مضى على زيارتي الأخيرة للأراضي المقدسة أربعة أعوام كاملة وهي مدة، لعمري، جد طويلة!

وبمجرد عبورنا نقطة حدود المدورة/ حالة عمار بعد منتصف الليل بقليل أبقيت نفسي في حالة انتباه كامل وأنا أترقب المرور بتبوك الورد، التي قضيت فيها سنتين من عمري. وبعد أن اطمأننت إلى تبوك لا تزال في مكانها الذي أعرفه، على بعد 100 كيلومتر من الحدود، أغمضت عيني ولم أفق إلا في الفجر من اليوم التالي.

وقد التقطت على الطريق، خلف زجاج الحافلة، بعض الصور:











وصلنا مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام في تمام الثانية والنصف من بعد ظهر الخميس. وبعد استراحة قصيرة في الفندق:


أسرعنا إلى المسجد النبوي الشريف وهو ثاني أشرف بقعة على وجه الأرض:






وهذه صورة التقطتها عقب صلاة الجمعة:





وقد مكثنا في مدينة رسول الله ثلاثة أيام، زرنا خلالها مسجد قباء:

وجبل أحد (الذي يحبنا ونحبه):

ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف:



وبعد صلاة فجر الأحد صباح الأحد 8 مارس سلمت على رسول الله عليه الصلاة والسلام في مسجده المبارك، ثم سلمت على أهل البقيع والتقطت من هناك هذه الصورة:

وبعد سويعات قليلة، أحرمنا بالعمرة من ذي الحليفة:





وانطلقنا صوب مكة المكرمة وحناجرنا تصدح بالتلبية، ومهجنا تكاد تطير شوقا لدخول أقدس بقاع الأرض وأحبها إلى الله.
وصلنا مكة قبيل صلاة المغرب. وعلى الفور سارعنا إلى أداء العمرة ثم التحلل من الإحرام. وبينما كنت أستريح أمام الكعبة التقطت هذه الصورة:

ثم اتصل بي صديق لي عزيز، أصر على استضافتي في جدة في الليلة نفسها. ولم أجد بدا من تلبية دعوته الكريمة ومرافقته إلى أجمل مدن البحر الأحمر وأكبرها قاطبة. وهناك قضيت ليلتين وتناولت وجبة لا تنسى من السمك الشهي.

رجعت إلى مكة في صبيحة يوم الثلاثاء 10 مارس، وهناك وجدت سربا من حمام الحرم في انتظاري:




وقضيت الأيام المتبقية لي في رحاب الحرم المكي الشريف في أجواء لا تنسى، مع رفقة طيبة صالحة. فكان الذكر يتخلله الذكر، والعبادة تصحبها العبادة. نسأل الله القبول والمغفرة.







وفي يوم الجمعة 13 مارس 2009 كان لا بد من الرحيل، وارتسم الحزن على وجوه الجميع لفراق أقدس الأماكن. أدينا صلاة الجمعة في المسجد الحرام، وأذكر أن الخطيب (الشيخ عبدالرحمن السديس) ألقى خطبة مؤثرة للغاية عن وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فسالت العبرات أنهارا، فكأن الفراق صار فراقين، والمصيبة مصيبتين!
وبعد أقل من ساعة انطلقت بنا الحافلة وعيوننا جميعا، عدا السائق، ترنو إلى الخلف إلى أن امحت معالم المدينة المقدسة. عندها يممنا وجوهنا إلى المدينة المنورة التي مررنا بها مرورا ولم نتوقف. وما زالت عيني ترنو إلى تبوك الورد وذكريات لي فيها جميلة إلى أن وصلنا حالة عمار فالمدورة، ومنها إلى عمان.
كانت والله رحلة جميلة بلا تعب ولا نصب. وأشهد أن الرفقة الصالحة هي خير ما يعين على السفر مهما طالت المسافة.
اللهم تقبل منا.

ليست هناك تعليقات: