ما مدى تقديرنا للكتب في هذه الأيام؟ هذا هو
السؤال الذي سوف يجيب عنه الشعب السويسري في الاستفتاء الذي سيقام يوم 11 مارس،
وتزدحم الشوارع بالملصقات التي تدعو المواطنين للمشاركة فيه.
السؤال المطروح في الاستفتاء بسيط للغاية: هي
ينبغي إلزام المكتبات بتقاضي أسعار موحدة للكتب أم يجب السماح بتطبيق نظام السوق
الحرة بحيث تستطيع سلاسل المكتبات والأسواق التجارية الكبرى بيع الكتب بأسعار
مخفضة لا تستطيع المكتبات الصغرى والمستقلة تحملها؟
من المتوقع أن يشهد الاستفتاء مشاركة شعبية
كبيرة نظرا لوجود موضوعات أخرى قيد الاستفتاء في اليوم نفسه، من بينها اقتراح يقضي
بإصدار قانون يلزم كل مواطن بأخذ إجازة لمدة ستة أسابيع من كل عام وآخر يحدد عدد
بيوت الإجازات في أي تجمع سكاني إلى 20 بالمائة من عدد الأسرة المتوفرة، وذلك بهدف
منع تحول المنتجعات الفاخرة مثل سانت موريتز إلى مدن أشباح بسبب قيام الناس بشراء
شاليهات الإجازات التي تبقى خاوية في غالبية أيام السنة.
ومن بين هذه القضايا تبدو قضية الكتب هي الأكثر
إثارة للجدل والأكثر ظهورا على الملصقات، حيث يقوم مناصرو معسكر "لا"
بتوزيع ملصقات حمراء تظهر فيها عثة تزحف من بين صفحات أحد الكتب وتقول "لا
للأسعار الموحدة". أما الملصقات التي يوزعها مناصرو معسكر "نعم"
فتظهر فيها فتاة صغيرة تشبه البطلة الأكثر شعبية في قصص الأطفال في سويسرا (هايدي)
وهي ترفع بيدها اليسرى كتابا وتقول "نعم للكتاب".