حضرت مؤخرا محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالإله بلقزيز في منتدى شومان بعمان كان عنوانها :"في أزمة الشرعية الديمقراطية" تناول خلالها بالنقد الموضوعي قضايا كثيرة ملحة، واستعرض فيها من التاريخ القديم والمعاصر ما أثبت أن مسألة الشرعية الديمقراطية ليست بالبساطة التي يتصورها الكثيرون، خاصة بعد أحداث ما يسمى الربيع العربي.
أ.د. عبدالإله بلقزيز |
لم يشأ المحاضر أن يستخدم معوله الفكري منذ البداية في هدم القصور التي بناها أصحاب الأحلام الوردية في مناماتهم الإعلامية، فتحدث في البداية عن شروط الديمقراطية ومبادئها والأسس التي تقوم عليها، وقدم مجموعة من الأمثلة التي تدعم صحة أقواله. بعد ذلك أخذ في تفكيك الحال المزرية التي وصلنا إليها وشرح ببساطة متناهية سبب يقينه بأننا لا نزال بعيدين عن التطبيق الحقيقي للديمقراطية: لا بالروح وحتى بالشكل.
من أبرز النقاط التي أوردها بلقزيز في محاضرته ووجدتني أوافقه فيها تماما: صناديق الاقتراع لا تأتي بالديمقراطية؛ الديمقراطية هي التي تأتي بصناديق الاقتراع. ما يجري الآن في مصر ليس ديمقراطية حقيقية، بل دكتاتورية شعبية تدعمها صناديق الاقتراع. وسوف يبقى الوضع كذلك ما لم يتوافق الجميع على عقد اجتماعي حقيقي يخرجنا من ذهنية "معركة صناديق الاقتراع".