صدرت هذه الرواية لأول مرة عام 2001، لكنها لم تنل الشهرة والنجاح الذين نالتهما الرواية التالية للكاتب التي صدرت عام 2003 بعنوان "شيفرة دافنشي"، والتي بيع منها ملايين النسخ حول العالم بل وتم تصوير فيلم سينمائي مقتبس عنها.
الأسلوب المشوق في "حقيقة الخديعة" هو ذاته الذي وجدناه في "شيفرة دافنشي"، حيث الإثارة المستمرة وشد القارئ بصورة دائمة إلى أحداث الرواية من خلال إثارة دهشته بأحداث خيالية قد تكون حقيقية لشدة نصاعتها. فشخصيات الرواية لا يستبعد أن تكون حقيقية، والأحداث التي وقعت فيها ربما تكون قد وقعت بالفعل، أو ربما كانت ستحصل لو لم تنشر الرواية!
في الرواية قصة عن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" التي استغل أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية إخفاقاتها المتتالية وبنى حملته الانتخابية على مهاجمتها، ونجد في المقابل رئيسا أمريكيا شريفا نزيها ذا مبادئ وقيم نبيلة ينخدع بدسيسة وضعتها ناسا عندما أعلنت عن اكتشاف مستحاثات في حجر نيزكي، وهذا - كما أوحت ناسا - دليل قاطع على وجود حياة خارج كوكب الأرض. وتتوالى أحداث الرواية بين واشنطن والقطب الشمالي والمحيط الأطلسي إلى أن تنتهي داخل البيت الأبيض نفسه.
المدهش حقا في دان براون هو قدرته الخارقة على الإتيان بأدق التفاصيل التي يستغرب المرء من أين أتى بها! وتبقى هنا مسألة الروح الأمريكية الخالصة عند الكاتب الذي خيب أملي أكثر من مرة بخروجه عن الواقعية من أجل ضمان أسباب انتصار البطلة في النهاية، مما أفقد الرواية زخما كبيرا.
محمد أبوشعبان
3/4/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق