من يتابع الإعلام العربي هذه الأيام يشعر أننا نعيش خير أيامنا، وأن انتصاراتنا لا تنتهي. لكن من يتأمل هذا الواقع الأليم يشعر بالأسى على ما وصلنا إليه، ويتساءل أي نوع من الانتصارات هذه؟ ومن المنتصر فيها حقا ومن المهزوم؟
من ذلك ما صنعه الفلسطيني حسن حجازي الذي اخترق حدود هضبة الجولان يوم 15/5 الماضي وتوغل في أرض فلسطين المحتلة حتى وصل مدينة يافا.
ومن ذلك الإنجاز الذي حققه بعض ناشطي الفيسبوك من الفلسطينيين من تدمير لحسابات بعض "الإسرائيليين" على الموقع نفسه.
ومن ذلك ما صنعه مشجعو كرة القدم من أبناء بلدة سخنين عندما تمكنوا من رفع أعلام فلسطين وصورة مسجد قبة الصخرة في مباراة جمعت فريقهم بفريق "بيتار القدس" ضمن منافسات الدرجة العليا من الدوري الإسرائيلي بكرة القدم!
هذه انتصارتنا فهنيئا لنا!
أصبح الاكتفاء بالحد الأدنى من الهزيمة نصرا ليس بعده نصر، والويل كل الويل لمن يجرؤ على التشكيك في حجم النصر أو في كونه نصرا من الأساس!
وأتساءل: ماذا لو وصل حسن حجازي إلى أقصى الجنوب من فلسطين ثم عاد فصعد إلى أقصى الشمال ثم أقصى الشرق وأقصى الغرب مرات ومرات ومرات؟ وأي باب هذا الذي انفتح بفعلته؟ هل باتت فلسطين أرضا لمن يرغب في رفع مستوى الأدرينالين في جسمع لسويعات قليلة قبل أن يعتقله المحتلون ويطردوه كما طردوا أجداده: مجردا من كل شيء؟
وأتساءل أيضا: ما هو الضرر الذي لحق بناشطي الفيسبوك "الإسرائيليين" عندما أغلق أشاوسنا الصناديد حساباتهم؟ وما الفرق بين هؤلاء وبين من يتنافس مع صديقه (أو فلنقل عدوه) في إحدى الألعاب الإلكترونية فيهزمه شر هزيمة؟ أين الضرر المادي الملموس؟
وأتساءل ثالثا: أي شعور بالفخر تولد عند مشجعي كرة القدم وهم يرفعون صورة الأقصى في أرض الملعب؟ وهل تراهم عادوا إلى منازلهم بعد نهاية المباراة ليناموا هانئين مطمئنين وقد أدوا واجبهم الرياضي والوطني..وساندوا فريقهم في مباراة كرة القدم، وساندوا الأقصى في معركة التحرير..
هذه انتصاراتنا...فأين هزائمهم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق