الخميس، مايو 26، 2011

مذكرات نكرة- الحلقة التاسعة


 
20 أبريل- حصلت على رد من ميرتون يقول فيه إنه كان مشغولا جدا، وأنه في الوقت الحالي لا يستطيع الحصول على تذاكر لدخول الأوبرا الإيطالية ولا هيماركت ولا سافوي ولا الليسيوم، بيد أن العرض الأكثر شهرة في لندن هذه الأيام هو مسرحية "الأغصان البنية" التي تعرض على خشبة مسرح تانك في إيسلنغتون. وأرفق ميرتون برسالته تذاكر لأربعة أشخاص وفاتورة بثمن الوسكي.

23 أبريل- حضر السيد جيمس وزوجته (الآنسة فولرز سابقا) لتناول شاي الساعة الخامسة، وبعدها مباشرة انطلقنا إلى مسرح تانك. ركبنا حافلة أوصلتنا إلى كنغز كروس، ثم انتقلنا منها إلى حافلة أخرى أوصلتنا إلى “إينجل”. وفي المرتين أصر السيد جيمس على الدفع قائلا إنني دفعت ما يكفي بتحملي ثمن التذاكر.
وصلنا إلى المسرح. وهناك اكتشفنا، على نحو مدهش، أن جميع ركاب الحافلة عدا امرأة تحمل سلة كانوا ذاهبين إلى المسرح أيضا. تقدمت الجميع وقمت بتقديم التذاكر. نظر الرجل إلى التذاكر وهتف :" سيد ويلولي! هل تعرف شيئا عن هذه؟” وهو يحمل التذاكر. حضر ذلك السيد وتفحص التذاكر ثم سألني: "من أعطاك هذه؟” قلت له ساخطا:" السيد ميرتون، بالطبع”. فقال لي:" ميرتون؟ من هو؟” أجبت بشيء من الحدة:" لا بد أنك تعرفه. إنه معروف في جميع مسارح لندن”. فكان رده:" أحقا هو كذلك؟ لكنه ليس معروفا هنا. هذه التذاكر غير المؤرخة صادرة أيام كان السيد سوينستيد مديرا للمسرح، ولم تعد صالحة اليوم”. وبينما كنت أتبادل كلمات غير مهذبة مع ذلك الرجل، كان جيمس قد صعد السلالم مع السيدتين وصاح بي:"هيا تعال!"لحقت بهم، ووجدنا مضيفا مهذبا للغاية قال لنا: تفضلوا من هنا، الكابينة “ح”. فسألت جيمس:" بأي طريقة تمكنت من تدبر هذا الأمر؟” وكانت إجابته صاعقة:" لقد دفعت الثمن بالطبع”.
شعرت بذل شديد لم أستطع بسببه متابعة المسرحية. ولم أكن أعلم أن بانتظاري المزيد من الحرج. فبينما كنت أميل بجسمي خارج الكابينة وقعت ربطتي السوداء الصغيرة على المستوى السفلي، ولم ينتبه إليها أحد الرجال فداس عليها طويلا قبل أن يتنبه إليها، وعندما رآها أمسك بها وقذفها تحت المقعد المقابل له بقرف. وقد شعرت بعد كل هذا بالكثير من الأسى، لكن السيد جيمس، من ساتون، كان طيبا جدا. فقد قال لي:" لا تقلق- لن يلاحظ أحد سقوطها بسبب لحيتك. وهذه برأيي هي الفائدة الوحيدة التي يمكن أن يجنيها المرء من إطلاق لحيته". لم تكن ثمة مناسبة لإطلاقه ملاحظة كهذه، خاصة وأن كاري فخورة جدا بلحيتي.
ولكيلا ألفت الأنظار بسقوط ربطتي اضطررت لخفض ذقني طيلة ما تبقى من المساء، وقد سبب لي ذلك ألما في مؤخرة عنقي.

ليست هناك تعليقات: