الأحد، مايو 15، 2011

النكبة الحقيقية



النكبة
ما جرى اليوم في فلسطين وعلى حدودها مع سوريا ولبنان، وما لم يجر على حدودها مع الأردن وفلسطين..

تداعى عشرات الألوف من الشباب في مصر والاردن ولبنان وسوريا قبل أكثر من شهر لإحياء ذكرى نكبة فلسطين في الخامس عشر من أيار. وكان هؤلاء الشباب منتشين بما أنجزته ثوراتهم في مصر وتونس وما لم تنجزه في اليمن وليبيا..ورأوا أن تحرير فلسطين مهمة سهلة إن هم اتحدوا وتجمعوا معا. وفعلا تجمع هؤلاء واتحدوا لكن فلسطين لم تتحرر! 

فما الذي حدث؟

الذي حدث أن هؤلاء، دون أن يعلموا، يعيشون ويتنفسون ويموتون وهم على الهامش. يرفضون أن يفهموا أن التاريخ لا يُصنع بهذه الطريقة، وأنه لا يجوز أن تسمي نفسك حركة 15 أيار قبل أن يحل 15 أيار نفسه! التاريخ لا يسير بعكس عقارب الساعة!

الذي حدث أن مصر منعت ثوارها من الوصول إلى الحدود، والأردن منع ثواره من الوصول إلى الحدود. أما سوريا فقد تحرك ثوارها وهم لا يكادون يصدقون أنفسهم إلى الجولان ليجدوا جيش الاحتلال في انتظارهم (كما كان متوقعا) وهذا ما حدث أيضا في لبنان.


المشهد كان جميلا بلا شك، والأجمل منه صدق نوايا المشاركين ورغبتهم الصادقة في العودة إلى ديارهم.

العودة إلى ديارهم

ماذا عن تحرير الديار؟

هل أصبحنا نؤمن بوجود "إسرائيل" لدرجة أننا تخلينا عن حق تحرير فلسطين واستبدلنا به حق العودة فحسب؟

العودة فحسب!

هذه هي النكبة أيضا!

ولماذا فشل متظاهرو الأردن ومصر في الوصول إلى الحدود رغم أن متظاهري سوريا ولبنان نجحوا؟ 

هل لأن سوريا واقعة تحت ضغط دولي هائل فأرادت أن تخفف الضغط بإرسال رسالة مفادها أن أمن إسرائيل من أمن الأسد؟

الله أعلم!

وماذا عن مصر الثورة والثوار؟ ماذا عن مصر الحرية وميدان التحرير؟ هل عجز ثوار 25 يناير عن الحركة في 15 مايو؟ 

ثم لماذا هذا التركيز القاتل على عنصر "السلمية" في كل مظاهرة أو مناورة أو حتى مقاومة؟

هل هذا هو ما خرجنا به من ثورات 2011؟ نبذ العنف؟ ورفض الدين؟

هل كان الإعلان عن موت أسامة بن لادن إرهاصا بانتهاء "زمن العنف" وبدء "زمن السلم" حتى مع من احتلوا البلاد وقتلوا العباد وشردوا الناس عن ديارهم؟

وهل كانت مصادفة أن يقول ابن لادن في آخر "أشرطته" إن أميركا لن تنعم بالأمن ما لم تنعم به فلسطين؟

لماذا يخرج الكلام الذي نريد أن نقوله من فيّ ابن لادن ولا يخرج من أفواهنا؟

هل من يقول كلام ابن لادن يصبح مثله؟


ونعود إلى نكبتنا
أسباب النكبة التي شهدتها فلسطين قبل 63 عاما، بل أكثر من ذلك بكثير، ما تزال ماثلة كما هي دون تغيير

البعد عن الله 
البعد عن الله
البعد عن الله


ليست هناك تعليقات: