الجمعة، يوليو 22، 2011

مذكرات نكرة- الحلقة الحادية عشرة



27 أبريل- قمت بطلاء دورة المياه باللون الأحمر، وسرني ما رأيت كثيرا. من المؤسف أن كاري لم توافقني الرأي لدرجة أننا تجادلنا حول الموضوع قليلا؛ حيث قالت إنه كان ينبغي أن أستشيرها أولا، وإنها لم تسمع من قبل بدورة مياه مطلية باللون الأحمر. فأجبتها بالقول: "إن الأمر لا يعدو كونه مسألة ذوق فحسب".

ولحسن الحظ توقف جدالنا عند هذا الحد عندما سمعنا صوتا يسأل: "هل تسمحان لي بالدخول؟". لم يكن ذاك سوى كمنغز الذي أضاف: "لقد فتحت خادمتكم الباب وسألتني أن أعفيها من مرافقتي للداخل حيث كانت تعصر بعض الجوارب". سعدت كثيرا لرؤيته واقترحت أن نلعب بالورق معا وقلت له ممازحا “بوسعك أن تكون أنت الدمية". فرد كمنغز (وأعتقد أنه كان ممتعضا) بالقول: "ظريف كالعادة". ثم قال إنه لا يستطيع أن يمكث عندنا بل حضر ليترك لي مجلة “أخبار الدراجات” بعد أن فرغ من قراءتها.

ثم قرع الجرس من جديد، وفي هذه المرة كان غوينغ الذي قال إن “عليه أن يعتذر لكثرة زياراته، ويجب أن نرد له الزيارة يوما ما”. فقلت له: "لقد خطرت لي فكرة عجيبة جدا” وأجابني "فكرة ظريفة كالعادة" فقلت:" أعتقد أنك أنت أيضا ستوافقني الرأي هذه المرة. إن الأمر يعني كليكما: ألا يبدو غريبا أن غوينغ يأتي دائما عندما يذهب كمنغز؟" حينئذ بدا أن كاري نسيت موضوع الحمام وانفجرت ضاحكة بينما أخذت أهتز في مقعدي من الضحك حتى كاد ينكسر من تحتي. أعتقد أن هذه كانت أفضل دعابة ابتكرتها في حياتي.

لكنني أصبت بالذهول وأنا أنظر إلى كمنغز وغوينغ وهما يلتزمان بالصمت المطلق دون أن تظهر على وجهيهما أدنى ملامح الابتسام. وبعد فترة من الصمت الموحش أغلق كمنغز علبة السيجار التي كان قد فتحها وقال: "نعم. أعتقد أنني الآن سوف أذهب. ويؤسفني أنني لا أجد في دعاباتك ما يضحك؟”. أما غوينغ فقال إنه لا يعترض على النكات التي تخلو من البذاءة، لكنه يرى أن الاستهزاء بأسماء الآخرين يخدش الذوق السليم. وأتبع كمنغز ذلك بالقول إن هذه الدعابة لو بدرت عن شخص سواي لما كان دخل المنزل ثانية أبدا. وقد أدى هذا الموقف إلى إفساد أمسية كان يمكن أن تكون بهيجة. وعموما فقد كان خروجهما في وقته حيث كانت الخادمة قد أتت على بقايا اللحم البارد.

ليست هناك تعليقات: