في
يوم 23
نوفمبر
1954
تمكن
مؤشر داو جونز الصناعي، بعد ربع قرن من
الانتظار، من تجاوز المستوى القياسي الذي
بلغه يوم 3
سبتمبر
1929.
وظل
هذا الفاصل الزمني هو الأطول بلا منازع
من بين الفترات الزمنية الفاصلة بين
المستويات القياسية عبر تاريخ المؤشر
الذي يمتد لمائة وخمسة عشر عاما.
وقصة
هذا الانتعاش الطويل تخبرنا الكثير عن
دور الأرقام في تشويه نظرتنا إلى الماضي.
في
أحد أيام العام 1929
ارتفع
مؤشر داو ليبلغ مستوى قياسيا عند 381.17
نقطة،
وفي مساء اليوم التالي هبط المؤشر فجأة مع انتقال ملكيات مليوني سهم لبعض
الشركات الصغيرة خلال الساعة الأخيرة من
التداول.
وشهدت
الأسابيع الستة التالية هبوطا مستمرا
للمؤشر إلى أن انهار يوم 24
أكتوبر
وسط تداولات فاقت المعدلات الطبيعية.
وفي
ذلك اليوم تدخل عدد من المصرفيين بطلبات
شراء بلغت قيمتها 20
مليون
دولار فعاد السوق للاستقرار.
وبعد
خمسة أيام فقط، في 29
أكتوبر،
لم يستطع أحد أن يوقف أكثر الانهيارات
شهرة في تاريخ وول ستريت.
بلغ
حجم التداول يومذاك مستوى قياسيا، 16
مليون
سهم، لم يتكرر ثانية حتى العام 1968.