الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

المؤامرة الأخرى: اغتيال روبرت كينيدي




تستذكر وسائل الإعلام في شهر نوفمبر من كل عام حادثة اغتيال الرئيس كينيدي بكل ما يرافقها من جدل. لكن هذه الوسائل نادرا ما تذكر مناسبة أليمة أخرى لعائلة كينيدي؛ ففي يوم 20 نوفمبر 2011 كان روبرت كينيدي – شقيق جون ف. كينيدي وشريكه السياسي المخلص – سيبلغ من العمر 86 عاما لو لم يتم اغتياله أيضا. وبالرغم من أن وسائل الإعلام التزمت الصمت المطبق حيال هذه القضية، فإن الحقائق الصارخة تستدعي إجراء تحقيق أكثر عمقا.

روبرت كينيدي بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية في ولاية كاليفورنيا- يونيو 1968
تبدو قصة اغتيال روبرت كينيدي بسيطة على نحو مخادع. فبعد فوزه في الانتخابات الأولية التي أجراها الحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا لاختيار مرشحه للرئاسة، دخل السيناتور روبرت كينيدي إحدى غرف التخزين في فندق أمباسادور بلوس أنجيلوس. قام فلسطيني مسيحي يدعى سرحان سرحان بإطلاق النار عليه من مسدس كان يحمله، وتوفي كينيدي بعد قرابة 25 ساعة بينما أصيب خمسة آخرون. حوكم سرحان سرحان وأدين بجريمته وانتهت الحكاية، أليس كذلك؟

ليس بهذه السرعة. إن الجريمة أشبه بالأحجية، لا يمكن أن تحل بمجرد وضع إحدى القطع في مكان لا يناسبها. والنظرية القائلة إن سرحان هو الذي قتل كينيدي هي قطعة غير مناسبة لهذه الأحجية وليس لها دليل قاطع يؤيدها. فيما يلي عدد من الحقائق التي ليست محل جدال:


حقيقة: أظهر التقرير الطبي أن كينيدي تعرض لإطلاق النار أربع مرات من الخلف ومن مسافة لا تتجاوز ما بين إنش واحد وستة إنشات. أما الطلقة التي أودت بحياته فكانت من مسافة إنش واحد واستقرت أسفل أذنه اليمنى.

حقيقة: جميع الشهود أكدوا أن سرحان كان أمام كينيدي، وأجمعوا على أن فوهة مسدس سرحان كانت تبعد قدما واحدة على الأقل عن كينيدي، بل إن معظم الشهود أكدوا أن مسافة ثلاث أقدام كانت تفصل الفوهة عن كينيدي.

حقيقة: تم استخراج سبع رصاصات من الستة الذين أصيبوا في غرفة التخزين، بينما استقرت رصاصة أخرى في السقف. ولم يكن مسدس سرحان يأخذ أكثر من ثماني رصاصات. بالرغم من ذلك، التقط أحد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي صورا فوتوغرافية لأربع "ثقوب رصاصات" إضافية داخل الغرفة. وقد أدى هذا إلى إثارة القلق لدى مسؤولي الشرطة في لوس أنجيلوس لدرجة أنهم، بعد تسع سنوات، طالبوا المكتب بإعادة فتح التحقيق مشيرين إلى أنه إذا كان ثمة "ثقوب رصاصات" بالفعل فإن "علينا أن نعرف من الذي أطلق هذه الرصاصات".

خلال السنوات الأخيرة، عاد إلى الواجهة تسجيل صوتي قدمه شخص يدعى ستانيسلو بروزينسكي، وهو صحفي بولندي كان يعمل لصالح عدد من الصحف الكندية في تغطية حملة الانتخابات الرئاسية للعام 1968، وقد أيد التسجيل ما ذكره مكتب التحقيقات. استخدم مهندس الصوت فيليب فان براغ أجهزة متطورة في تحليل الشريط كشف عن وجود أصوات لإطلاق ما لا يقل عن 12 رصاصة. كما وجد أن زوجين من الرصاصات تم إطلاقهما في زمن شديد التقارب مما ينفي احتمال إطلاقهما من المسدس نفسه في آن معا.

من الواضح إذن أنه كان ثمة شخصان اثنان على الأقل في تلك الليلة يطلقان النار داخل الغرفة بالفندق. وفضلا عن الدليل المادي، أكد عدد من الشهود أنهم رأوا أشخاصا آخرين يشهرون أسلحتهم داخل الغرفة.

حقيقة: ريتشارد لوبيك، وهو منتج تلفزيوني، كان يقف خلف كينيدي أثناء إطلاق النار. شاهد لوبيك إلى اليمين منه ذراعا تحمل مسدسا لكنه لم يشاهد صاحب تلك الذراع. وبعد سقوط كينيدي بفعل الإصابة، انحنى لوبيك ليسعف المصاب وشاهد أحد الحراس، ويدعى ثين إدوارد سيزار، وهو يشهر سلاحه ويوجهه إلى الأرض. وفي وقت لاحق تعرض لوبيك لضغوط كبيرة من دائرة شرطة لوس أنجيلوس لكي يعدل عن أقواله، حيث زاره عدد من محققي الدائرة في منزله وقالوا له: "لا تثر هذا الموضوع، لا تتحدث عنه أبدا".

حقيقة: ادعى دونالد سكولمان، وهو مراسل شاب لإحدى محطات التلفزة المحلية، أنه شاهد الحارس ثين سيزار وهو يطلق النار من سلاحه. كما أخبر سكولمان شرطة لوس أنجيلوس أنه شاهد ثلاثة مسدسات داخل الغرفة. (بعض الكتاب جانبهم الصواب عندما افترضوا أن سكولمان لم يكن في الغرفة أصلا، حيث تؤكد سجلات شرطة لوس أنجيلوس أنه كان موجودا هناك).

حقيقة: ساندي سيرانو، وهي متطوعة في الحملة الانتخابية لكينيدي، تحدثت لمراسلة قناة (NBC) الإخبارية على الهواء مباشرة أنها شاهدت امرأة شابة ترتدي فستانا منقطا يرافقها شاب ساعدها في المغادرة عبر مخرج الحريق، وكانت المرأة ذات الفستان المنقط تقول: "لقد قتلناه، لقد قتلناه!". وعندما سألتها سيرانو عمن تقصد بقولها أجابت المرأة: "السيناتور كينيدي" ثم هربت. كما أكد شاهد آخر، يدعى فنسنت ديبييرو، لشرطة لوس أنجيلوس أنه شاهد امرأة ترتدي فستانا أبيض ذا نقط داكنة بدت كما لو كانت "تعانق" سرحان قبيل بدء إطلاق النار.

حقيقة: انصب اهتمام الشرطة على هذه "الفتاة ذات الفستان المنقط" لدرجة إصدار مذكرة اعتقال بحقها، وتوجه المحققون بالسؤال إلى جميع الشهود عما إذا كانوا قد رأوا أحدا يطابق أوصافها. لكن عندما بدأ الموضوع ينتقل إلى دائرة الضوء في التغطيات الصحفية، أعلنت شرطة لوس أنجيلوس أن فتاة شقراء تسير على عكاز وترتدي فستانا أخضر عليه نقاط صفراء اللون هي ذاتها "الفتاة ذات الفستان المنقط" وبذا أغلقت هذا الملف.

وقد صدرت مؤخرا رواية بعنوان "الفتاة ذات الفستان المنقط" تتصور تاريخيا خياليا لهذه الشخصية الوهمية. ومن المؤسف أن مؤلفة الرواية لم تكلف نفسها عناء مراجعة السجلات الحقيقية، حيث تتضمن ملفات شرطة لوس أنجيلوس قصة أكثر إثارة لم يسبق نشرها لغاية الآن، وسوف أنشرها في كتابي (غير الروائي) الذي أقوم حاليا بتأليفه عن هذه القضية.

وإذا قبلنا بالأدلة القائمة، فإن شخصين اثنين على الأقل كانا يطلقان النار. وبما أن شخصين كانا يطلقان النار فهذا لا يعني أن ثمة مؤامرة فحسب، بل إن هذه المؤامرة كانت على درجة عالية من الإتقان لدرجة تضليل الادعاء العام لأكثر من 40 عاما.

القطعة التي لم تجد لها مكانا في هذه الأحجية هي سرحان نفسه. لماذا لم يكشف قط عمن تآمروا معه؟ إضافة إلى ذلك، أصر سرحان دائما على أنه لا يذكر ارتكابه هذه الجريمة. بل إنه لا يعرف لماذا قتل روبرت كينيدي، ولا يذكر أنه دون في مذكرته مرارا وتكرار ملاحظة تقول "ر.ف.ك. يجب أن يموت".

سرحان سرحان
هل يمكن أن يكون سرحان قد تعرض لتنويم مغناطيسي؟ أنا أدرك أن هذا قد يبدو كلاما جنونيا بالنسبة للذين لم يدرسوا تاريخ السيطرة على العقول، أو قد يبدو مثل قصص هوليوود الخيالية. (ومن جهة أخرى، من أين جاءت هوليوود بهذه القصص؟ وليام بريان، وهو منوم مغناطيسي معروف شارك في إعداد فيلم "المرشح المنشوري"، اتصل بأحد البرامج الإذاعية بعيد اغتيال روبرت كينيدي وقال إن سرحان يجري التحكم به عبر التنويم المغناطيسي).

وقد أشار العديد من الشهود، ومنهم بعض ضباط شرطة لوس أنجيلوس الذين تعاملوا مع سرحان مباشرة بعد إطلاق النار، إلى الهدوء غير الاعتيادي الذي كان باديا على سرحان قبل الحادثة وأثناءها وبعدها. وقد ذكر الضابط في شرطة لوس أنجيلوس راندولف أدير بعد سنوات أن "الرجل كان مشوشا بصورة واضحة. بدا كما لو أنه لم يدرك ما الذي اقترفته يداه. وكانت تعلو وجهه نظرة باردة معتمة، كما لو كان فاقدا للسيطرة على عقله في ذلك الوقت".

استخدم فريقا الدفاع والادعاء طريقة التنويم المغناطيسي في محاولة لجعل سرحان يتذكر حادثة إطلاق النار دون جدوى. لكن كليهما كانا ينطلقان من فرضية أنه مذنب وحاولا حمله على "الاعتراف " بذلك وهو في حالة نشوة، لكنه لم يفعل ذلك قط.

وقد استدعى وليام بيبر، المحامي الحالي لسرحان، مؤخرا خبيرا في التنويم المغناطيسي جعله يخضع سرحان لجلسة مفتوحة، تذكر سرحان خلالها أخيرا ملمس فتاة في غرفة التخزين وأخذ يتصرف كما لو كان يطلق النار على هدف من مسافة معينة. هل يمكن أن تكون الفتاة ذات الفستان المنقط التي رآها ديبييرو "تعانق" سرحان قبيل إطلاق النار هي التي حفزته على القيام بهذا الفعل؟

خلال الشهر الماضي، شاهدنا كيف مارس خبير التنويم المغناطيسي دارين براون هذا الأسلوب في برنامج "التجارب" الذي عرضته القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني. قام براون بتنويم أحد المتطوعين مغناطيسيا ودربه طوال شهرين كاملين على اغتيال أحد المشاهير بإطلاق النار عليه. وخلال تلك المدة، لم يكن المتطوع يعلم أن هذا هو الهدف من التجربة. جعل براون المتطوع يدخل في حالة التنويم من خلال تعريضه لمحفز من جزأين: قماش منقط ونغمة نقال خاصة. تم تدريب الشاب، عند رؤية هذا القماش وسماع هذه النغمة، على أن يلمس رأسه بيده لكي يستجمع أفكاره، ثم يطلق الرصاص على هدف معين. وبالطبع لم يجر الاختبار الأخير للتجربة في عالم الواقع، بل تم تسجيله لبرنامج المضيف البريطاني الشهير ستيفن فراي. وبينما كان المتطوع يشاهد العرض في أحد الصفوف الخلفية، تابعت إحدى الكاميرات الخفية فتاة ترتدي فستانا منقطا دخلت المكان وجلست إلى جوار المتطوع. ثم رن أحد الهواتف بالنغمة الخاصة، واستدارت الفتاة إلى المتطوع وهمست له: "الهدف هو ستيفن فراي". تردد المتطوع لوهلة، ثم لمس جبهته بيده، وفتح حقيبته، وأخرج منها مسدسا محشوا بذخيرة وهمية، ووقف، وأطلق النار. أما ستيفن فراي، الذي كان يرتدي حزاما من المفرقعات الخاصة (أكياس مملوءة بسائل أحمر اللون يحاكي الدم مثل تلك المستخدمة في الأفلام السينمائية)، فقد تظاهر بالسقوط "ميتا". لم يظهر المتطوع المنوم مغناطيسيا أي ردة فعل في وقت الحادث. وعندما شاهد مقطع الفيديو الذي يتضمن تسجيل ما حدث، بدا عليه الاندهاش الشديد مما فعل.

إذا كان سرحان منوما مغناطيسيا، فهل هناك أي احتمال لأن يكون "بريئا" من ارتكاب هذه الجريمة، كما يدعي محاموه في الوقت الحالي؟ أنا لست على دراية بأي إجراء أمريكي لمثل هذا الادعاء، لكن الدنمارك شهدت حالة مماثلة في خمسينيات القرن الماضي. فقد تمت إدانة بال هاردوب، الذي كان قد ارتكب جريمة قتل، بالجنون المؤقت فحسب لأن هيئة المحلفين رأت أنه اقترف فعل القتل وهو خاضع للتنويم المغناطيسي من رجل آخر، وهو مجرم محترف كان يوجه هاردوب لارتكاب جرائمه.

كان لروبرت كينيدي أعداء كثيرون، لكن أيهم كان قادرا على تنفيذ مؤامرة على هذه الدرجة العالية من الاحتراف؟ هل المافيا هي التي نومت سرحان مغناطيسيا؟ هل كان أرسطو أوناسيس مسؤولا عن إخفاء الأدلة التي بحوزة مكتب التحقيقات الفدرالي وتثبت وجود مؤامرة؟ هل كان جيمي هوفا مسؤولا عن عدم تقديم أي حقائق ذات طبيعة جدلية إلى هيئة المحلفين؟ من الذي كان يملك سلطة كهذه؟

كانت وكالة المخابرات المركزية تحظى بعلاقات قوية مع كل من دائرة شرطة لوس أنجيلوس، ومكتب مأمور مقاطعة لوس أنجيلوس وبقية المسؤولين في المنطقة. وقد مارست الوكالة نفوذا كبيرا على وسائل الإعلام خلال التغطيات الإخبارية لاغتيال كل من الشقيقين كينيدي، وذلك ما فضحه كارل برنستاين لاحقا في مقال ناري نشرته مجلة رولينغ ستون في أكتوبر 1977. حتى أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي ج. إدغار هوفر، والذي كان يحظى بنفوذ كبير، لم يستطع أن يكبح جماح وكالة المخابرات. إذا كان أحد قادرا على تنفيذ مهمة كهذه ثم إخفاء آثاره بهذه الصورة المتقنة، فلا بد أنها كانت مجموعة من الأشخاص يعملون في الجانب المظلم من هذه الوكالة.

ولعل النقطة الأكثر أهمية هنا هي أن وكالة المخابرات الأمريكية كانت، بحلول العام 1968، قد تمرست لدرجة كبيرة في استخدام طرق مختلفة للسيطرة على العقول مثل العقاقير الطبية والتنويم المغناطيسي والجمع بين الاثنين معا. وقد تبدى مدى تقدم الوكالة في هذا المجال في مشروع كان يحمل الاسم المشفر "الخرشوف". تتضمن إحدى وثائق "الخرشوف" السؤال التالي: "هل يمكن لشخص...أن يجبر على تنفيذ محاولة اغتيال لا إراديا تحت تأثير الخرشوف". وقد تطور هذا البرنامج لاحقا ليتحول إلى برنامج (MKULTRA)، والذي كانت تندرج تحته مئات التجارب التي تضمنت استخدام العقاقير، والتنويم المغناطيسي، والأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

جون كينيدي (يمين) وشقيقه روبرت
لكن ما الذي يمكن أن يدفع وكالة المخابرات المركزية لاغتيال روبرت كينيدي؟ ألم يعمل الطرفان معا في محاولات اغتيال كاسترو عندما كان روبرت يمارس بحماس إدارة الادعاء العام إبان حكم شقيقه؟ الواقع أن هذه خرافة واسعة الانتشار. ففي العام 1967 تساءل المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية بوضوح في تقريره حول محاولات اغتيال كاسترو: "هل تستطيع الوكالة أن تذكر، تصريحا أو تلميحا، أنها كانت أداة في تنفيذ هذه السياسة؟ " ثم يجيب: "ليس في هذه الحالة"، مؤكدا أن روبرت كينيدي كان على علم بمحاولات اغتيال كاسترو التي جرت في الماضي، لكنه ليس على علم بالمحاولات التي ما زالت قيد التنفيذ.

بعد تولي شقيقه جون منصب الرئاسة، ظل روبرت يمثل شوكة في خاصرة وكالة المخابرات. فبعد الفشل الكارثي للوكالة في عملية خليج الخنازير في أبريل 1961، طلب الرئيس كينيدي من شقيقه مراقبة الوكالة عن كثب، مما أثار الحنق الشديد لدى المسؤولين فيها ممن ظلوا يتفاخرون سنوات طويلة باستقلاليتهم الكاملة عن السلطة. وبعد نجاح روبرت في انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك عام 1964 وتزايد انتقاداته للحرب في فيتنام ولإدارة الرئيس جونسون، أخذت الوكالة تراقب تحركاته باهتمام.

حقيقة: بلغ اهتمام وكالة المخابرات المركزية بمراقبة روبرت كينيدي خلال السنة الأخيرة من حياته درجة جعلها تضع التجسس عليه في مرتبة واحدة مع التجسس على الاتحاد السوفيتي، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست بعد حصولها على البيانات الخاصة بالموضوع.

وربما كانت مخاوف وكالة المخابرات بشأن روبرت كينيدي ناشئة، كما يقول ديفيد تالبوت (المؤسس والمدير التنفيذي الحالي لمجلة صالون) في كتابه الصادر عام 2007 "الشقيقان"، عن أن روبرت كينيدي أثار الشكوك في التورط المحتمل للوكالة في اغتيال شقيقه. فقد تساءل روبرت في مكالمة أجراها مع الوكالة بعيد اغتيال شقيقه إن كانت الوكالة هي التي نفذت الاغتيال. وإذا كان بعض مسؤولي الوكالة متورطين في اغتيال جون كينيدي، فهل كانوا سيسمحون لشقيقه بالوصول إلى المنصب الذي يتيح له سلطة التصرف حيال هذه القضية؟ 

أنا أدرك تماما أن الادعاءات الخطيرة تتطلب أدلة كبيرة. إن لدي الكثير من الأدلة الأخرى مما يؤكد صحة ما أقول، وسوف أنشرها جميعا في كتابي المقبل. وأرجو أن أكون بهذا المقال قد حفزت التفكير لديكم، لأن مبدأ شفرة أوكام** يخذلنا عندما يكون التفسير الأبسط للقصة مجرد رواية زائفة تم حبكها بإتقان.

وقد قال جون هوارد، وهو نائب المدعي العام في مقاطعة لوس أنجيلوس، ذات مرة عن سرحان: "إذا لم يكن مذنبا، فإننا أمام أكثر المؤامرات دهاء في العالم". أنا أعتقد أن هوارد كان محقا. إنه ليس مذنبا، وإنها للمؤامرة الأكثر دهاء في العالم.





*خبيرة في الاغتيالات خلال عقد الستينيات عموما واغتيال روبرت كينيدي خصوصا. تمت استضافتها في عدة برامج إذاعية وفي قناة ديسكفري للحديث عن جوانب متنوعة من تاريخ الحرب الباردة. نشرت عددا كبيرا من مقالاتها في كتاب "الاغتيالات" (لوس أنجيلوس، 2003).

** شفرة أوكام (Occam's Razor): مبدأ منسوب إلى الفرنسيسكاني‏ والمنطقي الإنجليزي وليام الأوكامي (1288-1347). يعتمد المبدأ على أن شرح أي ظاهرة يجب أن يقوم على أقل عدد من الفرضيات. يتم ذلك بترك أي فرضية لا تؤثر أو تشرح الظاهرة أو النظرية. (ويكيبيديا)



ليست هناك تعليقات: