الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

مذكرات نكرة- الحلقة الثامنة عشرة

الفصل السادس


عودة غير متوقعة لابننا ويلي لوبين بوتر

4 أغسطس- وصلتنا بالبريد رسالة لطيفة من نجلنا العزيز ويلي، يطري فيها على هدية كانت كاري قد أرسلتها له يوم أول أمس الذي كان عيد مولده العشرين. ولدهشتنا الشديدة وجدناه يقف أمامنا بشحمه ولحمه في المساء، بعد رحلة طويلة من أولدهام. قال إنه حصل على إجازة من البنك الذي يعمل فيه، وبما أن يوم الإثنين عطلة أيضا فلا مانع من مفاجأة جديدة.

5 أغسطس، الأحد- لم نكن قد رأينا ويلي منذ عيد الميلاد الماضي، وسرنا كثيرا أن نراه قد تحول إلى شاب يافع. لم يكن ممكنا تصديق أنه ابن كاري، حيث كان يبدو كما لو كان أخاها الأصغر. لم أحبذ ارتداءه بزة أنيقة في يوم الأحد، وأعتقد أنه كان ينبغي أن يرافقنا للكنيسة في الصباح، لكنه قال إنه ما زال متعبا من رحلة الأمس فامتنعت عن التعليق عن الأمر. احتسينا بعض النبيذ الأحمر بعد العشاء، وشربنا في صحة ويلي العزيز.


قال ويلي:”بالمناسبة، ألم أخبركما أنني تخليت عن اسمي الأول (وليام) واحتفظت بالاسم الثاني (لوبين)؟ في الواقع، إنهم في أولدهام لا يعرفون لي اسما غير لوبين بوتر. لو ذهبتما إلى هناك وبحثتما عن (ويلي) هناك فلن يعرف أحد عمن تتحدثان”.
وبما أن لوبين كان اسما عائليا بامتياز فقد سرت كاري كثيرا، وأخذت تسرد الحكايات عمن تسموا بهذا الاسم من قبل في العائلة. أما أنا فقلت إنني اعتقدت أن (وليام) اسم جميل وبسيط، وذكرته أن تعميده كان باسم عمه وليام الذي كان يحظى باحترام كبير في المدينة. وهنا صاح ويلي بأسلوب لم يعجبني: “أنا أعرف الحكاية بأكملها – العجوز الطيب بيل” وصب لنفسه كأسا ثالثا من النبيذ.

6 أغسطس، عطلة البنوك- أصبحت الساعة التاسعة ولما يفق لوبين. طرقت بابه وأخبرته أننا نتناول طعام الإفطار في تمام الساعةكثيرا ما كانت كاري تعترض بشدة على استخدامي وصف “العجوز الطيب”لكنها لم تنبس ببنت شفة عندما تفوه به ويليلم أقل شيئا، لكنني اكتفيت بالنظر إليها بطريقة تغني عن الكثير من الكلماتبعد ذلك خاطبت ويلي قائلا: “يا عزيزي ويلي، أرجو أن تكون سعيدا مع زملائك في البنك”

فأجابني: “لوبين، لو سمحتأما بخصوص البنك فلا يوجد محاسب واحد محترم، والمدير شخص منحط”شعرت بصدمة كبيرة فلم أقل شيئا، وعرفت بغريزتي أن ثمة مشكلة ما. الثامنة والنصف، وسألته كم من الوقت يحتاج؟ فكان جوابه أنه لم ينم جيدا طوال الليل، حيث كان البيت بأكمله يهتز كلما مر القطار، كما أن أشعة الشمس دخلت عينيه مباشرة عبر النافذة وسببت له صداعا مؤلما. صعدت كاري إلى الأعلى وسألته إن كان يرغب بتناول إفطاره في غرفته، فأجاب أنه سيكتفي بكوب من الشاي ولن يتناول أي شيء آخر.

أصبحت الساعة الواحدة والنصف ولوبين لم يبرح غرفته. صعدت إليه ثانية وأخبرته أننا نتناول طعام الغداء في تمام الساعة الثانية والنصف، وقال إنه “سيكون هناك”، لكنه لم ينزل للأسفل إلا في الثالثة إلا ربعا. قلت له: “نحن لم نجلس معك إلا قليلا، وعليك أن تستقل قطار الساعة الخامسة والنصف؛ أي أنه ينبغي أن تغادر خلال ساعة من الآن، إلا إذا كنت ترغب في العودة بقطار منتصف الليل”. أجابني: “حسنا يا سيدي، لا جدوى من اللف والدوران. لقد قدمت استقالتي من البنك”.

لم أستطع أن أنطق بكلمة لوهلة. وعندما استعدت القدرة على الكلام قلت له :”كيف تجرؤ على ذلك يا سيد؟ كيف تجرؤ على اتخاذ خطوة هامة كهذه دون أن تستشيرني؟ لا تجبني يا سيد! عليك أن تجلس في الحال وتكتب خطابا سوف أمليه عليك، تسحب فيه استقالتك وتعتذر عن هذا التصرف الأرعن”.

7 أغسطس- وافق السيد بيركب على تأجيل إجازتي لمدة أسبوع، حيث لم نستطع أن نؤمن حجز الغرفة. وبهذا نستطيع أن نستغل الوقت في البحث عن عمل جديد لويلي قبل مغادرتنا. إن طموح حياتي هو تعيينه في شركة السيد بيركب.

يتبع...

ليست هناك تعليقات: