سكوت ماينرد*
بلومبيرغ
في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، أجرى عالم أمريكي متخصص في علم النفس الاجتماعي يدعى ليون فستنغر تجربة تمثل صورة قريبة من المتاعب التي تواجهها أوروبا في الوقت الحالي.
فقد التقى هذا العالم بجماعة دينية يؤمن أعضاؤها بأن المخلوقات الفضائية قادمة لإنقاذهم من طوفان هائل سوف يدمر كوكب الأرض. وقد استطاع فيتنغر أن يقنعهم بأنه انضم إليهم ضمن مسعاه لدراسة نظرية أسماها "التنافر المعرفي"، وهو مصطلح يشير إلى التوتر النفسي الحاصل عندما يجد الأفراد أمامهم أدلة مثبتة تتناقض مع افتراضاتهم أو معتقداتهم.
وعندما حل يوم القيامة الموعود وانقضى دون أن تسقط قطرة ماء ودون أن تعبر الأجواء أي أطباق طائرة، راقب فستنغر كيفية استجابة أعضاء الجماعة لصدمة الواقع. وبما أنهم كانوا قد بذلوا الكثير في سبيل حشد الدعم لوجهة نظرهم، فإن التراجع كان ببساطة أمرا مكلفا. وعوضا عن ذلك، نقل قادة الجماعة نبوءتهم إلى تاريخ آخر في المستقبل، وشجعوا الأتباع على المزيد من الالتزام وعلى "هداية" غير المؤمنين بالنبوءة. وقد وجد بعض الأعضاء في ذلك وسيلة للتخفيف من ألم خيبة الأمل، لكن النتيجة الحتمية هي أن الواقع هو الذي ينتصر.
وقد عقب فستنغر بالقول:" ربما يحاول هؤلاء المؤمنون إخفاء الحقيقة، ولو عن أنفسهم، لكنهم يعلمون أن النبوءة كانت خاطئة وأن جميع استعداداتهم كانت عبثا في عبث. لا يمكن إزالة التنافر بالكامل بمجرد إنكار التناقض أو وضعه في إطار منطقي".