الأحد، أغسطس 14، 2011

فلسطين الجديدة: من جنين شمالا إلى رفح جنوبا!




أطلق محمود عباس حملة عالمية غير مسبوقة لحشد الدعم للاعتراف بدولته الفلسطينية العتيدة على حدود 1967. وللأمانة نقول إن حملته قطعت شوطا طويلا للوصول إلى الهدف المنشود، وقد تجاوز عدد الدول التي اعترفت بالدولة – الحلم 120 دولة حتى الآن، ولم يبق من الدول العربية سوى لبنان لم تعترف بها.

وأنا شخصيا لا أعترف بها ولن أعترف بها ما حييت!

العجيب أن محمود عباس نفسه من مواليد مدينة صفد، والتي تقع إلى الشمال من جنين.

وجنين اليوم هي في أقصى شمال فلسطين وفق الخريطة الجديدة لهذا البلد المنكوب!

نعم. فمفردة “المحافظات الشمالية” باتت تعني محافظات الضفة الغربية، والمحافظات الجنوبية هي قطاع غزة. وهذه الخريطة المشوهة المخزية هي ما يناضل عباس وزمرته لأجله. في أقصى الشمال جنين، وفي أقصى الجنوب رفح. والعاصمة: القدس الشريف!أما القدس غير الشريف فهي عاصمة إسرائيل!

لكن ماذا عن صفد؟ السؤال البسيط الذي يطرح نفسه الآن هو: أين تقع صفد؟

هل نقول في شمال فلسطين؟ لكنها خارج حدود دولة عباس!

فلسطين الآن هي الضفة والقطاع فقط..وما سوى ذلك نسميه إسرائيل.

وهذا بالضبط هو جوهر اللعبة.

السباق المحموم لانتزاع الاعتراف بدولة فلسطين إنما هو سعي محموم للاعتراف في الوقت نفسه بدولة إسرائيل.

فمن يعترف بأن الضفة والقطاع المحتلين عام 1967 هما فلسطين لن يسعه إلا أن يعترف بأن الدولة التي احتلتهما في العام 1967 هي دولة إسرائيل.

ولبنان هي الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت لغاية الآن مصرة على رفض هذا الاعتراف المجاني المزدوج.

أقول ما زالت لغاية الآن وأنا أعلم أن الاعتراف قريب جدا، ربما يكون خلال أيام معدودة.
  
لكن اعتراف لبنان وغير لبنان لن يغير شيئا في حقائق التاريخ ولا الجغرافيا، وسيبقى المعترفون بهذه الدولة المسخ خارج كل شرعية.

ولن أعترف بها ما حييت!

ليست هناك تعليقات: