25 مايو- جمعت كاري عددا من قمصاني وطلبت مني أن آخذها لمتجر تريليب عند الناصية وقالت: "إن أطرافها وأكمامها بالية" فسارعت دون تردد للقول: "لقد خطر ببالي أنها بالية" يا الله كم ضحكنا! ضحكنا حتى ظننت أننا لن نتوقف عن الضحك. وبينما كنت جالسا إلى جوار سائق العربة في طريقنا للمدينة أخبرته بالنكتة التي اخترعتها وكيف "خطر ببالي أنها بالية" فأخذ يضحك حتى أوشك على أن ينقلب عن مقعده. وفي المكتب ضحك زملائي كثيرا أيضا عندما أخبرتهم.
26 مايو- أودعت القمصان عند متجر تريليب لرثيها، وقلت له: "خطر ببالي أنها بالية". فأجاب دون حتى أن يبتسم: "لا بد أنها كذلك يا سيدي". بعض الناس محرومون من حس الفكاهة.
1 يونيو- الأسبوع الماضي كان مثل الأيام الخوالي، حيث عادت كاري وعاد كمنغز وغوينغ لزيارتنا كل مساء تقريبا. سهرنا مرتين في الحديقة حتى وقت متأخر. في هذا المساء تصرفنا مثل مجموعة من الأطفال وأخذنا نلعب لعبة "العواقب"، وهي لعبة ممتعة.
2 يونيو- لعبنا "العواقب" ثانية هذا المساء. لم أحقق الفوز الذي حققته بالأمس؛ تجاوز غوينغ حدود اللباقة عدة مرات.
4 يونيو- ذهبت مع كاري في المساء إلى منزل السيد والسيدة غوينغ لقضاء وقت طيب معهما. كان غوينغ هناك، وكذلك كان السيد ستيلبروك. كان الجو بهيجا. غنت السيدة غوينغ خمس أو ست أغنيات، كانت أفضلها برأيي المتواضع "لا يا سيدي"، و"حديقة النوم"، لكن ما سرني أكثر كان الثنائي الذي ضمها هي وكاري حيث غنتا سويا. كانت أغنية قديمة أظن اسمها "أتمنى ذلك يا حبيبتي"، وكانت جميلة جدا. لو كان صوت كاري بحالة أفضل لما استطاعت أي مغنية محترفة أن تتفوق عليها. بعد العشاء طلبنا منهما أن تغنيا لنا ثانية. رغم أني لا زلت حانقا على السيد ستيلبروك بعد ما جرى لي في "البقرة والسياج" فعلي أن أعترف أنه يتقن أداء الأغنيات الهزلية الخفيفة مثل "لا نريد العجائز الآن" التي جعلتنا نصرخ من شدة الضحك، خاصة المقطع الذي يتحدث عن السيد غلادستون*. وهناك مقطع آخر أعتقد أنه تعمد أنه يحذفه، وقد صرحت بذلك، لكن غوينغ قال إن الأداء ممتع في جميع الأحوال.
6 يونيو- جلب تريليب القمصان لكنه أثار استيائي عندما تقاضى أجرا يفوق مقدار ما دفعته عندما اشتريتها جديدة. عندما صرحت له بذلك أجابني بوقاحة: "إنها أفضل الآن مما كانت عليه عندما اشتريتها جديدة". دفعت له وقلت إن هذه سرقة فأجاب: "ما دمت تريد أكماما رخيصة مصنوعة من قماش التغليف وتجليد الكتب فلم لم تقل ذلك من البداية؟".
7 يونيو- يوم نكد. التقيت بالسيد فرانشينغ، الذي يقيم في بيكام، وهو رجل ثقيل بكل معاني الكلمة. وجدت نفسي أدعوه للحضور إلى منزلنا لتناول الطعام وشرب الشاي وأنا شبه متأكد أنه سوف يرفض دعوتي المتواضعة. لكنه قبلها وقال بطريقة ودية للغاية إنه يفضل أن يقضي الوقت معنا على أن يقضيه بمفرده. دعوته لركوب العربة الزرقاء معي لكنه رفض وقال إنه ضاق ذرعا بركوب الحافلات العامة.
عدنا إلى المنزل بعربة خاصة أنيقة. طرقت باب المنزل ثلاث مرات دون أن أسمع جوابا. شاهدت كاري عبر زجاج النافذة وهي تسرع في طريقها للطابق العلوي. طلبت من السيد فرانشينغ أن ينتظر عند الباب الأمامي بينما أتفقد الباب الخلفي. وهناك وجدت صبي البقالة ينزع طلاء الباب بعد أن أصبح شكله شبيها بالبثور. لم يكن ثمة وقت لتوبيخه، فتركته ودخلت المطبخ من النافذة. أدخلت السيد فرانشينغ وتركته في حجرة الضيوف. صعدت إلى كاري التي كانت تغير ملابسها وأخبرتها أنني دعوت السيد فرانشينغ لزيارتنا فأجابت "كيف تفعل شيئا كهذا! أنت تعلم أن سارة اليوم في إجازة، وليس لدينا شيء في المنزل. لقد فسد لحم الضأن بسبب الطقس الحار".
ثم ما كان من كاري، بطيبتها المعهودة، إلا أن نزلت للمطبخ وغسلت فناجين الشاي ثم وضعت غطاء المائدة. قدمت لفرانشينغ عددا من الرسومات ليطلع عليها بينما أسرعت إلى الجزار لشراء ثلاث قطع من اللحم.
يتبع...
*وليام إيوارت غلادستون (1809-1898) سياسي بريطاني يعتبر الوحيد الذي تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات. عندما استلم رئاسة وزارته الأخيرة عام 1892، كان عمره يزيد عن 82 سنة، وهو بذلك أكبر من تولى هذا المنصب سناً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق