عشية قرار الثنائي الحاكم في روسيا تبادل الأدوار بعد الانتخابات الرئاسية في العام 2012، أصبح الرئيس ديمتري مدفيديف فجأة صريحا فيما يتعلق بالتشابه الكبير بينه وبين رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
وقد ذكر مدفيديف في مقابلة تلفزيونية مع محطة فيستي 24 وفي تصريحات نشرتها صحيفة فيدوموستي: "نحن لا ننافس بعضنا في الحقيقة، لكننا رفيقان مقربان وصديقان حميمان منذ أكثر من عشرين عاما"، وأضاف: "لو لم نكن كذلك لما كان لي أي دور سياسي في موسكو مطلقا"، وأكد أنه لا ينبغي توقع الكثير من عودته لمنصب رئاسة الوزراء قائلا: "علينا أن نجد طريقة لتغيير حكومتنا بصورة صارمة لكنها ليست جذرية".
ثمة حاجة إذن لتغييرات كبيرة. وقد تحدثت صحيفة فيدوموستي، في تقرير منفصل، عن زيادة حادة في أحجام الرشى التي كشفت عنها أجهزة حفظ النظام داخل البلاد، حيث قفز متوسط الرشى إلى 250,000 روبل (حوالي 8,000 دولار أمريكي) للرشوة الواحدة مقارنة بحوالي 60,000 روبل فقط في السنة الماضية، وفقا لنائب وزير الشؤون الخارجية سيرغي بولافين. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيادة ربما تعكس التوجه إلى القبض على مجرمين أكثر ثراء ونفوذا. وقد جاء هذا بعد أن أدلى وزير الداخلية رشيد نورغالييف بتصريح ينطوي على كثير من المفارقات جاء فيه: " لقد أصبحت الرشى وإساءة استخدام المنصب ومختلف أشكال الفساد وكل هذه المظاهر السلبية وراءنا الآن. جزءا من الماضي. إنها لم تعد موجودة"
وكان مجتمع رجال الأعمال الأجانب في روسيا السباق إلى التعهد بدعم عودة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إلى الكرملين، وفق صحيفة فيدوموستي، حيث عبر أعضاء المجلس الاستشاري للمستثمرين الأجانب – الذي يضم كبار المسؤولين في شركات كبرى مثل شل، ونستله، وإكسون موبيل للتنمية، وبيبسي، وإرنست ويونغ – عن دعمهم اللامحدود لترشح بوتين للرئاسة. وبحسب المقال فقد "كان بوتين مسرورا بذلك" وقال إنه شعر "كما لو كان حاضرا في أحد اجتماعات الحكومة الروسية"، كما أكد بوتين للمستثمرين الأجانب أن السياسة الاقتصادية لبلاده لن تتغير في المدى المنظور، وأعلن أن الاستثمارات الخارجية في روسيا قد قفزت بنسبة 20 بالمائة خلال الشهور التسعة الأولى من العام 2011.
وقد نشر الحزب السياسي الذي يتزعمه بوتين، حزب روسيا الحرة، على موقعه الإلكتروني برنامج حملته الانتخابية استعدادا لانتخابات مجلس الدوما المقررة في ديسمبر. وقد قرر مجلس الحزب بدورته الثانية عشرة اعتماد خطابات مدفيديف وبوتين التي ألقياها خلال تجمع حاشد عقده الحزب في سبتمبر وتم خلاله إقرار تبادل الأدوار بين الرجلين لما بعد مارس 2012. وقد تضمنت أولويات الحزب للفترة المقبلة الاستمرار في تحديث الاقتصاد والخدمات الصحية، ودفع الرواتب التقاعدية، وإعادة تسليح الجيش، ومحاربة كل من الفساد ومعاداة الأجانب والنزعات الانفصالية.
* * *
ظهرت تطورات جديدة في قضية العميل السابق لدى جهاز الأمن الاتحادي ألكساندر ليتفينينكو، والذي تم اغتياله في لندن في العام 2006. فقد نقلت صحيفة ميل أون صنداي البريطانية عن زوجته مارينا ليتفينينكو قولها إنه كان بالفعل يعمل لدى جهاز المخابرات البريطاني – وهو ما يتناقض مع تصريحاتها السابقة.
وقد نقلت الصحيفة عن الزوجة أن ألكساندر "عمل مستشارا لديهم لأكثر من سنة خلال عملية كانت تستهدف مكافحة الجريمة المنظمة الروسية داخل أوروبا"، وأضافت أن الحكومة الروسية كانت قد اتصلت بكبار المحامين البريطانيين لإقناعهم بالترافع عن المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال، أندريه لوغويوف، الذي كانت روسيا قد رفضت تسليمه لبريطانيا وهو الآن نائب في مجلس الدوما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق