الأحد، أكتوبر 23، 2011

مذكرات نكرة- الحلقة السابعة عشرة

30 يوليو- أخذت برودة الطقس وكآبته تثير أعصابي وأعصاب كاري على حد سواء، حيث أصبحنا نتشاجر دون أي سبب، وعادة ما تكون هذه المشاجرات في وقت تناول الطعام.

هذا الصباح، ولسبب لا أعلمه، كنا نتحدث عن البالونات وكان كل شيء على ما يرام، قبل أن تبدي كاري ملاحظة غير مهذبة حول الوضع المالي الصعب لوالدي المسكين، وأجبتها :"لقد كان والدي، رغم كل شيء، رجلا مهذبا" لتنفجر كاري فجأة بالبكاء. وبالطبع لم أستطع تناول طعام الفطور.

في المكتب طلب السيد بيركب رؤيتي، وقال إنه آسف جدا لأنه سيتعين علي أن أبدأ إجازتي السنوية اعتبارا من السبت المقبل. زارني فرانشينغ في المكتب ودعاني لتناول العشاء في "النادي الدستوري" الذي يرتاده. ولكي لا يتكرر الموقف المزعج الذي وقع في الصباح أرسلت لكاري برقية أخبرها فيها أنها لا ينبغي أن تنتظرني للعشاء لأنني سأتناول طعامي خارج المنزل. اشتريت لكاري سوارا صغيرا من الفضة.


31 يوليو- سرت كاري كثيرا بالسوار الفضي، والذي كنت قد تركته لها مع بعض الكلمات الرقيقة على منضدة الزينة خاصتها في الليلة الماضية قبل النوم. وأخبرتها أن علينا أن نبدأ بالاستعداد للإجازة اعتبارا من السبت المقبل، فأجابت بحبور أنها لا تمانع في ذلك لكن الطقس ليس مناسبا، وأنها تخشى أن الآنسة جيبونز ربما لا تستطيع أن تؤمن لها ملابس البحر في الوقت الملائم. قلت لها إنني أعتقد أن ثوبها الفضفاض ذا الأكمام الوردية جيد بما فيه الكفاية، لكنها أكدت أنها لن تفكر في ارتدائه إطلاقا. أردت أن أناقش الأمر معها لكنني أغلقت فمي عندما تذكرت جدالنا بالأمس.
وقلت لكاري: " لن نجد أفضل من منطقة برودستيرز ". ولدهشتي الشديدة، اعترضت كاري بشكل غير مسبوق على برودستيرز، ورجتني ألا أستخدم عبارة " الجميلة القديمة " وأن أتركها للسيد ستيلبروك وغيره من "الرجال المهذبين". سمعت العربة تمر قرب النافذة فاضطررت لمغادرة المنزل بسرعة ودون أن أقبل كاري كالمعتاد، وصحت بها قبل أن أخرج: "سأترك القرار لك". وعندما عدت في المساء، قالت كاري إن مدة الإجازة قصيرة وبالتالي من الأفضل أن نذهب إلى برودستيرز، وأنها كتبت إلى السيدة بيك، من شركة هابر فيو تيراس، لحجز شقة لنا هناك.

1 أغسطس- اشتريت بنطالا جديدا من متجر إدواردز، وطلبت منهم ألا تكون قصة البنطال طويلة فوق الحذاء. فقد كان البنطال السابق لدي طويلا في الأسفل وضيقا عند الركبة فجعلني أبدو مثل البحارة. ولدى خروجي من المتجر سمعت بيت، وهو شاب عصبي المزاج يعمل في المتجر، يصيح بأعلى صوته: "بحار!". كانت كاري قد طلبت من الآنسة جيبونز حياكة ثوب غاريبالدي وردي اللون وفستانا أزرق، وهو برأيي أكثر ما يلائمها عند البحر. وفي المساء أعدت لنفسها قبعة صغيرة بينما كنت أقرأ لها في صحيفة الإعلانات المبوبة. ضحكنا كثيرا عندما حاولت أن أرتدي القبعة بنفسي بعد أن انتهت منها، وقالت كاري إنها تبدو مناسبة لي بوجود اللحية، وأخذنا نتصور الضحكات التي سيطلقها الناس إذا رأوني وأنا أرتديها على الملأ.

2 أغسطس- أرسلت السيدة بيك لنا خطابا تعلمنا فيه أنها حجزت لنا الغرف المعتادة في برودستيرز، فأزاحت بذلك هما كبيرا. اشتريت قميصا ملونا وحذاء جلديا من النوع الذي رأيت كثيرا من الكتبة يرتدونه في المدينة، وأعتقد أنه "الموضة" السائدة هذه الأيام.

3 أغسطس- يوم جميل. أتطلع بشوق إلى الغد. اشترت كاري مظلة بطول خمسة أقدام تقريبا، وقلت لها إن شكلها مضحك فأجابت: "إن لدى السيدة جيمس من ساتون واحدة بضعف طولها" فامتنعت عن مجادلتها. اشتريت قبعة عريضة لتحميني من أشعة الشمس على الشاطئ. لا أعرف اسمها لكنها تشبه القبعات التي يرتدونها في الهند، غير أن هذه مصنوعة من القش. اشتريت ثلاث ربطات عنق ووشاحين ملونين وزوجا من الجوارب الزرقاء من متجر الإخوة بوب. قضينا المساء في حزم أمتعتنا استعدادا للغد. ذكرتني كاري بأن أستعير منظار السيد هيغزورث، وهو لا يمانع في إعارتي إياه لأنه يعلم أنني أستطيع العناية به على خير وجه، وأرسلت سارة لإحضاره. وبينما بدا أن على شيء كان على ما يرام، استلمنا خطابا من السيدة بيك تقول فيه: "لقد أجرت منزلي بأكمله لمجموعة واحدة، وأعتذر منكم لأنني مضطرة للتراجع عما وعدتكما به، وللأسف عليكما أن تبحثا عن مكان آخر للإقامة، وسوف تكون جارتي السيدة وومينغ مسرورة لاستضافتكما لكنها لا تستطيع استقبالكما قبل يوم الإثنين، بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع".


يتبع...


ليست هناك تعليقات: