صرح رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية بأن الحقيقة جوهرة نفيسة ينبغي حمايتها بـ"درع من الأكاذيب". ولهذا السبب، أنشأت بريطانيا تحت قيادة تشرشل قيادة العمليات الخاصة بهدف تضليل النازيين وإرباكهم وخداعهم فيما يتعلق بنوايا الحلفاء وعملياتهم. وبفضل مخطط "الرجل الذي لم يكن" قبل غزو صقلية عام 1943 واختلاق جيش وهمي تحت قيادة الجنرال الأمريكي جورج باتون في إنجلترا قبل الإنزال في نورماندي عام 1944، توهم هتلر أن الحلفاء سوف يشنون هجومهم من موقع مختلف. ونتيجة لذلك، تم حشد أعداد كبيرة من الجنود الألمان في مواقع خاطئة.
ولسوء الحظ فقد اتسع نطاق استخدام درع الأكاذيب ليدخل ميدان السياسة على نطاق واسع خلال العقود الستة الأخيرة، ولم يكن له بالضرورة الأثر الإيجابي الذي أراده له تشرشل. وقد أصبح هذا ينطبق على السياسة الداخلية الأمريكية بالذات لدرجة بات الكذب هو القاعدة والصدق هو الاستثناء.
كانت حرب فيتنام، والتي عجل في اندلاعها وقوع حادثة خليج تونكين في أغسطس 1964، أكبر شاهد على هذا التحول. فقد تعرضت إحدى القطع الحربية الأمريكية لهجوم فردي بالغت إدارة جونسون في تضخيمه حتى حسبه الناس إعلان حرب، ولم يصوت سوى ثلاثة أعضاء في الكونغرس ضد قرار دخول أميركا فيما سمي بعد بالمستنقع الرهيب. كانت الحقيقة أكبر الضحايا بينما أخذ البيت الأبيض في عهد جونسون ومن بعده نيكسون بنشر الأكاذيب وتضليل الشعب الأمريكي حول مسار الحرب.