السبت، سبتمبر 17، 2011

هونغ كونغ: اقتصاد السوق الحرة بحاجة للمزيد من الحرية



وليام بيسيك



تمثل هونغ كونغ حالة من التناقض الاقتصادي لا نجدها إلا لدى القليل من أقرانها.


بطبيعة الحال، تعتبر هونغ كونغ أنسب مكان في العالم لأداء الأعمال وفقا لمؤسسة التراث (Heritage Foundation) وصحيفة وول ستريت جورنال، اللتان تصدران مؤشر الحرية الاقتصادية سنويا، وذلك بسبب حرية تدفق رؤوس الأموال واتباع نظام قانوني متقدم وانخفاض الضرائب وعدم فرض أي رسوم على السلع.


لكن من جهة أخرى، يجب أن تشكل هونغ كونغ مصدر قلق لليبراليين في العالم: فالحاكم يعين تعيينا من بكين، والاقتصاد تهيمن عليه قلة من أصحاب النفوذ. كما تضم هونغ كونغ مدينة ديزني لاند الحكومية الوحيدة في العالم، وتستخدم عملة مرتبطة بالدولار الأمريكي.


لو كانت هونغ كونغ تتمتع بالحرية التي نتصورها لما وصل التضخم إلى مستوى 7.9 بالمائة، وهو أعلى مستوى يبلغه منذ 1995، حيث أدى ارتباط العملة بالدولار الأمريكي إلى بروز فقاعات على سطح الاقتصاد. وخلال العامين الماضيين تراجع دولار هونغ كونغ بنسبة 7 بالمائة أمام اليوان الصيني، مما أدى إلى صعود التضخم وارتفاع أسعار العقارات، وفي ظل هذا التذبذب تدفقت الأموال من البر الصيني على المدينة للاستفادة من الفوارق بين العملات.



وقد أدى التراجع الكبير في أسعار المستهلكين لشهر يوليو مقارنة بالسنة الماضية إلى إثارة الهلع في صفوف المستثمرين، وأدى ببعض مديري صناديق التحوط مثل وليام أكمان من بيشينغ سكوير كابيتال مانجمنت للمراهنة على تغير في السياسة ما يزال منتظرا في الأسواق منذ سنوات طويلة.


من الممكن جني ثروات ضخمة من خلال اختيار الوقت المناسب لإجراء عملية إعادة تقييم جذرية في هونغ كونغ، أو إذا ألغت المدينة ارتباط عملتها بالدولار والقائم منذ العام 1983. يستفيد وليام أكمان، المقيم في نيويورك، كثيرا من تجارة الدولار المتنامية؛ فهو يشتري خيارات بدولار هونغ كونغ التي تمنح المستثمرين الحق في شراء هذه العملة بسعر ثابت في وقت محدد.


تستطيع هونغ كونغ أن تربط عملتها باليوان الصيني في أي وقت تشاء، لكن هذا سوف يجعلها تتراجع من وضعية الاقتصاد المتقدم إلى وضعية الاقتصاد النامي. وإذا أرادت الصين أن تبلغ ما بلغته هونغ كونغ فعليها أن تبدأ بتحييد السخونة الزائدة في اقتصادها وتمنع القروض البنكية، التي أطلقتها ضمن خطة التحفيز للعام 2008، من أن تصبح فاسدة وتتجنب الاضطرابات الاجتماعية. وربما ينبغي أن تبقى هونغ كونغ بعيدة بعض الشيء بينما تواجه الصين هذه التحديات وغيرها.


وفي الوقت الحالي، تقف هونغ كونغ أمام تحدي الارتفاع المتواصل في مستوى التضخم. والحل هنا بسيط للغاية: على الاقتصاد الأكثر حرية في العالم أن يمارس حرية حقيقية.

هناك 4 تعليقات:

أخبار فنية يقول...

مدونه ممتازه
شكرا لكم

أخبار فنية يقول...

so nice
thanx for you

أخبار الرياضة يقول...

رائع جدا
تمنياتنا لكم بالمزيد من التقدم والازدهار

Umzug Wien يقول...

رائع جدا
جزاكم الله خيرا