الأحد، سبتمبر 04، 2011

مذكرات نكرة- الحلقة الثالثة عشرة



الفصل الرابع

انتكاسة في مانشن هاوس


30 أبريل- شعرت بالذهول عندما تلقيت دعوة لي ولكاري من اللورد عمدة لندن والليدي زوجته إلى مانشن هاوس* لنلتقي هناك "بممثلي التجارة والأعمال". وأخذ قلبي يخفق مثل قلب صبي صغير. قرأت خطاب الدعوة مع كاري أكثر من مرتين أو ثلاث مرات، ووجدت مشقة كبيرة في تناول إفطاري. وقلت، وهذا ما شعرت به في صميم قلبي ، "عزيزتي كاري، لقد شعرت بفخر عظيم بينما سرت برفقتك على الممر داخل الكنيسة يوم زفافنا، وهذا الفخر يساويه بل يتجاوزه ما سأشعر به وأنا أرافق زوجتي الجميلة الحبيبة للقاء اللورد وزوجته الليدي في مانشن هاوس". وترقرقت الدموع في عيني كاري وهي تقول :"عزيزي تشارلي، أنا التي ينبغي أن أكون فخورة بك. وإنني الآن فخورة بك جدا جدا. لقد وصفتني بالجميلة، وسأظل سعيدة ما دمت جميلة في عينيك. أنت، يا تشارلي العجوز، لست وسيما ولكنك إنسان طيب، وهذه صفة أكثر نبلا بكثير". قبلتها، وقالت لي: "ترى هل سيكون ثمة رقص؟ إنني لم أرقص معك منذ سنوات".
ليس بوسعي أن أحدد ما الذي دفعني لفعل ذلك، لكنني أمسكت بها من وسطها وبدا منظرنا مضحكا ونحن نتمرن على أحد الأشكال الجامحة لرقصة البولكا عندما دخلت سارة مبتسمة وقالت :"هناك رجل، يا سيدتي، بالباب يريد أن يسأل إن كنت ترغبين بشراء بعض الفحم الجيد". أزعجني ذلك كثيرا. قضيت المساء في كتابة وتمزيق مسودات للرد على مانشن هاوس، وكنت قد طلبت من سارة أن تخبر كمنغز وغوينغ، إن حضرا، أننا لسنا في المنزل. ينبغي أن أستشير السيد بيركب لمعرفة كيفية الرد على خطاب الدعوة من اللورد العمدة.

1 مايو- قالت كاري: "أود أن أرسل خطاب الدعوة لوالدتي كي تطلع عليه" وأبديت موافقتي على ذلك حالما أكون قد بعثت بالرد. أخبرت السيد بيركب في المكتب، بكثير من الزهو، أننا تلقينا دعوة من مانشن هاوس، ولدهشتي الشديدة قال إنه هو الذي قدم اسمي لمكتب اللورد العمدة. شعرت بأن قيمة الدعوة انخفضت بعض الشيء لكنني شكرته على أية حال. وردا على سؤالي، شرح لي كيفية الرد على الخطاب. شعرت أن الرد كان بسيطا أكثر من اللازم، لكن لا شك في أن السيد بيركب على صواب.

2 مايو- أرسلت معطفي وسروالي الرسميين إلى محل الخياطة الصغير على ناصية الشارع لإزالة التجعدات منهما. طلبت من غوينغ ألا يحضر يوم الإثنين المقبل لأننا ذاهبان إلى مانشن هاوس، وأرسلت طلبا مماثلا إلى كمنغز.

3 مايو- ذهبت كاري لزيارة السيدة جيمس في ساتون لاستشارتها حول ما ينبغي أن ترتديه يوم الإثنين المقبل. وفي حديث عارض بيني وبين سبوتش، وهو أحد كبار الكتبة لدينا، عن مانشن هاوس قال لي: "لقد تلقيت دعوة أيضا، لكنني لا أظن أني سأذهب". عندما يتلقى رجل سوقي مثل سبوتش دعوة كهذه فإن قيمتها برأيي تنخفض كثيرا. في المساء، وبينما كنت خارج المنزل، أحضر الخياط معطفي وسروالي لكن سارة لم تكن تملك شلنا واحدا لتدفع له أجرته فأخذهما وقفل راجعا إلى محله.

4 مايو- أعادت والدة كاري خطاب الدعوة من اللورد العمدة، الذي كانت قد أرسلته لها كي تطلع عليه، وأرفقته باعتذار لكونها سكبت عليه كأسا من النبيذ. لشدة غضبي لم أنطق بكلمة.

5 مايو- اشتريت زوجا من القفازات الجلدية الفاخرة لأرتديها يوم الإثنين المقبل وربطتي عنق بيضاوين، بحيث إذا أتلفت إحداهما أثناء ارتدائها ظلت الأخرى سليمة.

6 مايو، الأحد- كانت الموعظة مملة للغاية، ويؤسفني أن أعترف أنني فكرت أثناءها مرتين في الاستقبال الذي سيجري في مانشن هاوس غدا.



*مقر الإقامة الرسمي لعمدة لندن (المترجم)

ليست هناك تعليقات: