الاثنين، سبتمبر 07، 2009

الفيلم الإيطالي أيادٍ فوق المدينة (1963) إخراج فرانشيسكو روسي



يعيش مشاهد هذا الفيلم تجربة فريدة من نوعها، حيث تجري أحداثه في مدينة نابولي الإيطالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها إيطاليا مهزومة مدمرة.

يغوص المخرج بنا في أعماق دهاليز السياسة ومتاهاتها عبر قصة مقاول كبير يفوز بعضوية المجلس البلدي لمدينة نابولي فيسعى لهدم الأحياء العشوائية الفقيرة كي يقيم مكانها مشاريع استثمارية ضخمة. ونظرا لكونه يحظى بالدعم من حزب الأغلبية فإنه يمضي قدما في مشاريعه دون اعتبار لحقوق الطبقة الكادحة التي تعيش في تلك العشوائيات.

ولكن خطط هذا الشرير تصطدم بحادثة انهيار إحدى العمارات السكنية المجاورة لحفرياته فتتحرك أحزاب المعارضة وتطالب بالتحقيق في الموضوع، وبالفعل يتم تشكيل لجنة شكلية للتحقيق ينتهي بها المطاف عاجزة عن تحميل المسؤولية لأي طرف.

ثم تجري انتخابات المجلس البلدي، وأثناء الحملة يعيش المشاهد جوا مشوقا من الصفقات السياسية التي تتم في السر وفي العلن، ويفوز صاحبنا رغم كل شيء، لينتهي الفيلم كما بدأ، في إشارة إلى الحلقة المفرغة التي يعيشها الأوروبيون في ظل الديمقراطية.

يتميز الفيلم بخفة حركة الكاميرا ورشاقة الانتقال من مكان إلى آخر ومن مشهد إلى آخر، كما نجح المخرج في تغطية الجلسات العاصفة للمجلس البلدي بطريقة تجعل المشاهد يظل على اطلاع على كل ما يجري في تلك الجلسات دون أن يتشتت ذهنه. كما يحسب للمخرج إتيانه بلقطات بانورامية شاملة لمدينة نابولي ومشاريعها التوسعية، كأنما يريد أن يجعل المشاهد طرفا في الحكم على ما جرى، وأن يقنعه بأن أحداث الفيلم يمكن أن تكون واقعية وإن اختلفت الأسماء.

وقد أعجبني في الفيلم الأداء المبتذل للممثلين وحرصهم على تحريك أيديهم أثناء الحوار وإيماءاتهم المبالغ فيها كما لو كانوا على خشبة مسرح، وليس أمام كاميرا سينمائية.

كما بقي أن أذكر أن بطولة الفيلم كانت ذكورية خالصة، وكذا كانت عضوية المجلس البلدي لمدينة نابولي في تلك الأيام.

ليست هناك تعليقات: