الأربعاء، سبتمبر 23، 2009

رواية "الخلود" لميلان كونديرا




صدرت الرواية لأول مرة عام 1990 باللغة الفرنسية، ونشرت ترجمتها دار أزمنة في عمّان عام 1998 في طبعة أنيقة، وهي من ترجمة محمد درويش.


استطاع ميلان كونديرا في هذه الرواية، وربما في غيرها أيضا، أن يختط لنفسه منهجا متفردا في الكتابة الروائية، مثبتا أن معين الإبداع لا ينضب أبدا. ووجه التميز عند كونديرا هنا هو أنه أبدع رواية يختلف فيها مسار الأحداث عن غيرها؛ فالأحداث هنا تسير في خطوط متوازية أولا، ثم تبدأ هذه الخطوط في التقاطع والتشابك على نحو غريب إلى أن نجد أن الكاتب نفسه صار شخصية من شخصيات الرواية، وأنه أضحى قادرا على محاورة الشخصيات من داخل الرواية مانحا إياها نَفَسا جعلها أقرب إلى الواقع الذي نعيشه، والبشر الذين نتعامل معهم كل يوم.


تتكون الرواية من سبعة أقسام هي الوجه، والخلود، والنضال، والإنسان، والمصادفة، والمزولة، والاحتفال. كل قسم من هذه الأقسام يكاد أن يكون مخصصا لمناقشة المعاني المرتبطة بعنوان القسم وذلك بشكل فلسفي غير بعيد عن التماس مع شخصيات الرواية وأحداثها.


وفي أحد جوانب الرواية أدخل كونديرا كلا من غوته وهمنغواي كشخوص حية على نحو يذكرنا برسالة الغفران لأبي العلاء المعري. كذلك كان القسم السادس (المزولة) مخصصا لشخصية بعيدة عن بقية الشخصيات (عدا واحدة) لكن المضامين المرتبطة بها تفيد القارئ في فهم الرواية عموما. أخيرا أقول إنها رواية متميزة بالفعل وتستحق أن تقرأ مرات ومرات.


ليست هناك تعليقات: