الجمعة، سبتمبر 11، 2009

"مذكرات نكرة" تأليف جورج وويدون غروسميث - الحلقة الأولى




مقدمة السيد بوتر


لم لا أنشر يومياتي؟ لقد رأيت مذكرات لأشخاص لم أسمع عنهم من قبل، ولست أدري – بما أني لست مجرد "شخص" – كيف ستكون يومياتي غير جديرة بالاهتمام. وإن كنت نادما على شيء فهو أنني لم أبدأ بتدوينها في شبابي.


تشارلز بوتر-
لوريلز،
حي بريكفيلد
هولواي.









الفصل الأول

عندما انتقلنا إلى منزلنا الجديد قررت أن أدون مذكراتي. يسبب الباعة المتجولون لنا بعض الإزعاج، وكذا المجرفة. زارني القسيس وأغدق علي بكلمات طيبة.
مضى أسبوع على وجودي أنا وزوجتي العزيزة كاري في منزلنا الجديد، المسمى "لوريلز" في حي بريكفيلد بهولواي. وهو منزل جميل من ست غرف ناهيك عن القبو، مع غرفة للطعام. ولدينا حديقة أمامية صغيرة، وتنتصب عشر درجات أمام الباب، الذي، بالمناسبة، نحرص على إغلاقه بالسلسلة. كثيرا ما يأتي كمنغز وغوينغ وأصدقاؤنا المقربون الآخرون إلى المدخل الجانبي الصغير، مما يريح الخادمة من عناء الصعود إلى الباب وترك عملها. كما لدينا حديقة خلفية صغيرة جميلة تحدها سكة الحديد. وقد خشينا في البداية من الأصوات المزعجة للقطارات، لكن صاحب المنزل قال إننا لن نلحظ مرورها بعد وهلة، ووافق على خصم جنيهين من الإبجار. لقد كان الرجل محقا؛ ففيما عدا الشقوق أسفل سور الحديقة، لم نشعر بأي إزعاج.
بعد إتمام عملي في المدينة، أحب أن أمكث في المنزل. ما نفع المنزل إن لم تكن مقيما فيه؟ "لا شيء يعدل الجلوس في البيت" هذا هو شعاري. في كل مساء أحرص على البقاء في البيت. أحيانا يزورنا صديقنا القديم غوينغ دون موعد مسبق، وكذلك يفعل كمنغز الذي يقيم قبالتنا. ونشعر أنا وزوجتي العزيزة كارولين بالسعادة لرؤيتهما، عندما يرغبان في زيارتنا. لكنني أستمتع أنا وكاري أيضا بقضاء الأمسيات معا دون أصدقاء. إذ ثمة شيء ينبغي عمله دوما: ستائر بحاجة إلى تعديل، مروحة بحاجة إلى إصلاح، أو جزء من السجادة بحاجة إلى تثبيت – كل هذا أستطيع أن أقوم به بينما لا يزال غليوني في فمي؛ أما كاري فقد تنشغل بتثبيت زر في أحد القمصان، أو خياطة إحدى الوسائد، أو التمرن على معزوفة سلفيا غافوت على آلة البيانو خاصتنا التي صنعها و. بيلكسون من شركة كولارد وكولارد. كما أسعدتنا كثيرا معرفة أن ابننا ويلي يبلي بلاء حسنا في البنك في أولدهام، وكم نتمنى أن نراه أكثر. والآن إلى يومياتي:
3 أبريل: زارنا الباعة كالمعتاد، وقد وعدت السيد فارمرسون بأن أشتري منه عندما أحتاج لأي أدوات أو مسامير. وبالمناسبة، هذا يذكرني بأن باب الحمام خاصتنا ليس به مفتاح، كما ينبغي أن أتفقد الأجراس. فجرس غرفة الطعام لا يعمل، أما جرس الباب الرئيسي فهو يرن في غرفة الخادمة وهذا غير منطقي. زارنا صديقنا العزيز غوينغ لكنه لم يمكث طويلا، متعللا بالرائحة النفاذة للطلاء.


يتبع...

ليست هناك تعليقات: