الأربعاء، سبتمبر 23، 2009

رواية "جسر على نهر درينا" لإيفو أندريتش

صدرت هذه الرواية عام 1945، ونشرتها دار الوحدة ببيروت مترجمة إلى العربية في عام 1981 (طبعة ثالثة)، وقد ترجمها سامي الدروبي.


تقع الرواية في أربعة وعشرين فصلا. أما الشخصية الرئيسية فيها فهي جسر حجري أقيم على نهر درينا في القرن السادس عشر وظل قائما إلى أن تم نسفه في عام 1914. لكن الحكاية ليست مجرد حكاية جسر ولا نهر، وإنما هي حكاية أجيال متتالية عاصرت هذا الجسر وعاشت في مدينة فيشيجراد. إنها حكاية سقوط دولة الأتراك العثمانيين بالصورة المأساوية التي قرأنا عنها في كتب التاريخ، بيد أننا هنا نعيش وقائع هذا السقوط التدريجي المؤلم كأننا نعيشها يوما بيوم.


لقد استطاع المؤلف أن يلتقط من مختلف الأزمنة التي مرت على الجسر أشخاصا وأحداثا وأساطير وحكايات..انتقى ذلك كله وعرضه علينا بكل بساطة كأنما كان يعيش مع أولئك الناس في تلك الأماكن وتلك الظروف، كما استطاع أن يرسم صورا مؤلمة لبعض الوقائع مثل الإعدام بالخازوق الذي كان يستخدمه الأتراك، ومثل تسليم مدينة فيشيجراد من الأتراك للنمساويين، وكذلك تعرض المدينة للقصف عام 1914.


غير أن المشهد الأكثر إيلاما كان في نهاية الرواية عندما تم نسف الجسر، وربط ذلك بذكاء مع وفاة علي خجا، ذلك المسلم الصلب الذي كان دائما على صواب.

ليست هناك تعليقات: