في هذا الفيلم يواصل مايكل مور (كاتبا ومخرجا وبطلا) تعرية الواقع المرير الذي آلت إليه أحوال القوة العظمى في عالمنا المعاصر، بعد أن تكالبت على حكمها ثلة من مصاصي الدماء الذين لا هم لهم سوى جمع الأموال والسيطرة على مقدرات العباد، غير آبهين على الإطلاق بثلاثمائة مليون إنسان لم يعد لهم من هم سوى إشباع ملذاتهم بكل وسيلة ممكنة.
يستعرض مور في هذا الفيلم منظومة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة في زمن بوش الثاني، فيجلس معنا مشاهدا ومستمعا لعدد من الحالات التي وقعت بين فكي التأمين والمؤسسات العلاجية ليجدوا أنهم ضيعوا حياتهم سدى ولم يجنوا منها شيئا، ولا حتى ما يكفي لمعالجتهم من أمراض الشيخوخة.
أما التأمين فحدث عنه ولا حرج! فالفيلم يستضيف أشخاصا اعترفوا بأنهم كانوا يعملون في شركات تأمين كبرى ولم يكن لهم من دور إلا في مراجعة كل صغيرة وكبيرة في عقود العملاء والبحث عن ثغرات تتيح للشركة التهرب من دفع نفقات علاجهم مهما كان المرض بسيطا أو شديد الوطأة، ولم يسلم من هذا التحايل حتى مرضى السرطان الذين وجدت هذه الشركات الجشعة سبيلا لاستثنائهم من التأمين!
ولكي يبرئ المخرج/ الكاتب ذمته فيما يبدو، فإنه لم يلق باللائمة كلها على بوش وإدارته، بل عاد بنا إلى أيام الحرب الباردة وأظهر كيف أن الإعلام الأمريكي كان مجندا بالكامل لرفض فكرة الرعاية الحكومية للقطاع الصحي، وكان يربط دوما بين هذا المفهوم وبين الشيوعية التي كانت تمثل الخطر الأكبر المحدق بأميركا والأمريكيين، وهكذا تم تمرير فكرة سيطرة شركات التأمين على الرعاية الصحية دون رقيب أو حسيب، حتى الكونغرس الذي "انتخبه" الشعب لم يكن قادته أكثر حرصا من مديري شركات التأمين على رعايته الصحية.
ولكي تتضح الصورة أكثر انتقل مور عبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا وهناك ذهل المسكين وأذهلنا معه لما رأى في بريطانيا وفرنسا من أنظمة تعلي من شأن الإنسان وتجعل منه سيدا لا تابعا، حاكما لا محكوما. لكن الطامة الكبرى كانت عندما كشف لنا أن كوبا - الشيوعية الفقيرة المحاصرة المعزولة عن العالم - تقدم لمواطنيها وغير مواطنيها من الرعاية ما لا تقدمه حكومة العم سام، وما كان منه إلا أن اصطحب عددا من ضحايا جشع شركات التأمين إلى كوبا حيث تلقوا العلاج اللازم بالمجان، دون أن يسألهم أحد عن شيء!
عندما انتهيت من مشاهدة هذا الفيلم تذكرت سابقه (فهرنهايت 11/9)، وتوصلت إلى قناعة مفادها أن الأسطورة الأمريكية كانت مجرد وهم وسراب، وشعرت بكثير من الأسى والرثاء لثلاثمائة مليون إنسان يعيشون في تلك الغابة الكبيرة، التي تمتد لما بين محيطين.
يستعرض مور في هذا الفيلم منظومة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة في زمن بوش الثاني، فيجلس معنا مشاهدا ومستمعا لعدد من الحالات التي وقعت بين فكي التأمين والمؤسسات العلاجية ليجدوا أنهم ضيعوا حياتهم سدى ولم يجنوا منها شيئا، ولا حتى ما يكفي لمعالجتهم من أمراض الشيخوخة.
أما التأمين فحدث عنه ولا حرج! فالفيلم يستضيف أشخاصا اعترفوا بأنهم كانوا يعملون في شركات تأمين كبرى ولم يكن لهم من دور إلا في مراجعة كل صغيرة وكبيرة في عقود العملاء والبحث عن ثغرات تتيح للشركة التهرب من دفع نفقات علاجهم مهما كان المرض بسيطا أو شديد الوطأة، ولم يسلم من هذا التحايل حتى مرضى السرطان الذين وجدت هذه الشركات الجشعة سبيلا لاستثنائهم من التأمين!
ولكي يبرئ المخرج/ الكاتب ذمته فيما يبدو، فإنه لم يلق باللائمة كلها على بوش وإدارته، بل عاد بنا إلى أيام الحرب الباردة وأظهر كيف أن الإعلام الأمريكي كان مجندا بالكامل لرفض فكرة الرعاية الحكومية للقطاع الصحي، وكان يربط دوما بين هذا المفهوم وبين الشيوعية التي كانت تمثل الخطر الأكبر المحدق بأميركا والأمريكيين، وهكذا تم تمرير فكرة سيطرة شركات التأمين على الرعاية الصحية دون رقيب أو حسيب، حتى الكونغرس الذي "انتخبه" الشعب لم يكن قادته أكثر حرصا من مديري شركات التأمين على رعايته الصحية.
ولكي تتضح الصورة أكثر انتقل مور عبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا وهناك ذهل المسكين وأذهلنا معه لما رأى في بريطانيا وفرنسا من أنظمة تعلي من شأن الإنسان وتجعل منه سيدا لا تابعا، حاكما لا محكوما. لكن الطامة الكبرى كانت عندما كشف لنا أن كوبا - الشيوعية الفقيرة المحاصرة المعزولة عن العالم - تقدم لمواطنيها وغير مواطنيها من الرعاية ما لا تقدمه حكومة العم سام، وما كان منه إلا أن اصطحب عددا من ضحايا جشع شركات التأمين إلى كوبا حيث تلقوا العلاج اللازم بالمجان، دون أن يسألهم أحد عن شيء!
عندما انتهيت من مشاهدة هذا الفيلم تذكرت سابقه (فهرنهايت 11/9)، وتوصلت إلى قناعة مفادها أن الأسطورة الأمريكية كانت مجرد وهم وسراب، وشعرت بكثير من الأسى والرثاء لثلاثمائة مليون إنسان يعيشون في تلك الغابة الكبيرة، التي تمتد لما بين محيطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق