14 أبريل: قضيت فترة ما بعد الظهر بأكملها في الحديقة، بعد أن كنت في الصباح قد اشتريت من كشك للكتب كتابا بحالة جيدة بعنوان "البستنة" بخمسة بنسات. اشتريت عددا من البذار ونثرتها في الأرض على أمل أن تنبت قريبا عندما يتحسن الطقس. خطرت ببالي نكتة فاستدعيت كاري التي حضرت على عجل. قلت لها: "لقد اكتشفت أن لدينا منزلا ذا حدود". "ماذا تقصد؟" سألت كاري، فأجبتها: "انظري إلى الحدود!" فقالت:"أهذا ما استدعيتني لأجله؟" فأجبتها: "لو كان الوقت مختلفا لسرتك نكتتي كثيرا ولأضحتك" وقالت هي:" لو كان الوقت مختلفا، لأنني الآن مشغولة في المنزل". بدت الدرجات بحالة جيدة جدا. زارنا غوينغ وقال إن الدرجات تبدو بحالة جيدة لكنها تجعل الدرابزين يبدو بحالة سيئة، مقترحا طلاءه هو الآخر، وأيدت كاري كلامه. تمشيت إلى منزل بوتلي، ولحسن الحظ لم يكن موجودا، فوجدت حجة لإبقاء الدرابزين على حاله، وهذه أيضا طرفة جيدة.
15 أبريل، الأحد: في الساعة الثالثة تمشيت مع كنمغز وغوينغ في هامبستيد وفينشلي، ورافقنا أيضا صديق يدعى ستيلبروك. تمشينا وتحادثنا عدا ستيلبروك الذي تخلف عنا ببضع ياردات وظل يحدق في الأرض ويقطع الأعشاب بعصاه.
ومع اقتراب الساعة الخامسة توقفنا للتشاور، واقترح غوينغ أن نذهب إلى مقهى "البقرة والسياج" لشرب الشاي. أما ستيلبروك فقال إنه سيكتفي ببعض البراندي والصودا. وعندما ذكرته أن جميع الأماكن العامة لا تفتح أبوابها قبل الساعة السادسة قال إن بوسعنا أن نتصرف كمسافرين غرباء.
عندما وصلنا، وبينما كنت أهم بالدخول، استوقفني الرجل المسؤول على المدخل وسأل: "من أين أنت؟" فأجبته "من هولوي" فما كان منه إلا أن رفع يده مانعا إياي من العبور. تراجعت قليلا لأرى ستيلبروك ومن ورائه كمنغز وغوينغ يهمون بالدخول. راقبتهم وأنا أهيئ نفسي للموقف المضحك الذي سيحصل معهم بعد لحظات، عندما سألهم الحاجب "من أين أنتم". ولكن المدهش بل المثير للغثيان أنه سمح لهم بالدخول عندما أجاب ستيلبروك بالقول إنهم من بلاكهيث.
خاطبني غوينغ من خلف البوابة قائلا "لن نمكث أكثر من دقيقة"، لكنني انتظرتهم في الخارج قرابة ساعة كاملة. وعندما خرجوا كانت معنوياتهم مرتفعة للغاية، ولم يكلف أحد منهم نفسه عناء الاعتذار سوى ستيلبروك الذي قال لي: "لا شك أن بقاءك في الخارج بانتظارنا كان أمرا صعبا، لكننا شربنا دفعتين من البراندي والصودا". التزمت الصمت في الطريق إلى المنزل، حيث لم أستطع أن أتحدث معهم. شعرت بالغم أثناء المساء، لكنني فضلت ألا أحدث كاري عما جرى.
16 أبريل: بعد عودتي من العمل أخذت أعمل في الحديقة. عندما حل الظلام فكرت في الكتابة لكمنغز وغوينغ (اللذان لم يأتيا، ربما لكونهما خجلين من نفسيهما) حول مغامرة الأمس في مقهى البقرة والسياج. لكنني عدلت عن رأيي فيما بعد وقررت ألا أكتب لهما.
يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق