الأربعاء، يناير 04، 2012

مذكرات نكرة- الحلقة العشرون

الفصل السابع

العودة للبيت. تأثير السيدة جيمس على كاري. لم أحصل للوبين على شيء. الجيران يتسببون ببعض المتاعب. أحدهم يعبث بمذكراتي. حصلت للوبين على عمل. لوبين يفاجئنا بإعلان جديد.

22 أغسطس- ما أجمل العودة للبيت! اشترت كاري عددا من اللبادات الصوفية زرقاء اللون لتضع عليها المزهريات. وصل خطاب من شركة فريبس وجانوس وشركاهما يعتذرون فيه عن عدم وجود شاغر لديهم للوبين.

23 أغسطس- اشتريت زوجا من رؤوس الظباء مصنوعين من البلاستر الباريسي ومطليين باللون البني. سوف يضفيان مسحة من الفخامة على صالتنا الصغيرة حيث يبدوان كما لو كانا حقيقيين. اعتذرت شركة بولرز وسميث لعدم وجود شاغر لديهم للوبين.

24 أغسطس- أرادت كاري أن تسري عن لوبين وتخفف وطأة همومه فدعت السيدة جيمس للحضور من ساتون وقضاء يومين أو ثلاثة أيام عندنا. لم نخبر لوبين بالأمر بل تركناها مفاجأة.


25 أغسطس- وصلت السيدة جيمس من ساتون بعد الظهر، وجلبت معها كمية كبيرة من الزهور البرية. كلما تعاملت مع السيدة جيمس وجدت أنها سيدة لطيفة وتحب كاري كثيرا. ذهبت إلى غرفة كاري كي تخلع قلنسوتها وقضت الاثنتان هناك ساعة كاملة في الحديث عن الملابس. علق لوبين بالقول إنه لم يتفاجأ بزيارة السيدة جيمس بقدر ما فاجأته السيدة جيمس نفسها.

26 أغسطس، الأحد- كدنا أن نتأخر على موعد الذهاب للكنيسة لأن السيدة جيمس قضت فترة الصباح بأكملها وهي تتحدث عما ينبغي ارتداؤه من ملابس. يبدو أن لوبين لم ينسجم كثيرا مع السيدة جيمس. أخشى أننا سوف نواجه بعض المتاعب مع جيراننا الجدد الذين وصلوا الأربعاء الماضي. من الواضح أن الكثير من أصدقائهم، الذين يقودون عربات تجرها الكلاب، من النوعية التي يصعب التعامل معها.
في الليلة الماضية أو التي تسبقها كنت مرتديا صدارة بيضاء اللون، وبينما كنت أتمشى واضعا أصابعي في جيوب الصدارة (كما اعتدت أن أفعل) أخذ رجل جالس في عربة تجرها الكلاب ويبدو أنه أمريكي، أخذ يدندن بأغنية سوقية تافهة (لدي ثلاثة عشر دولارا في جيب صدارتي). شعرت أنه كان يقصدني أنا بغنائه، وتأكدت شكوكي في وقت لاحق؛ فبينما كنت أتمشى هذا المساء مرتديا قبعتي الطويلة، صوب أحدهم بعض المفرقعات وأطلقها تجاهي لتنفجر في قبعتي كما لو كانت قنبلة. استدرت بحدة، وأستطيع أن أؤكد أنني شاهدت الرجل الذي كان في العربة وهو يبتعد عن إحدى نوافذ غرفة النوم.

27 أغسطس- خرجت كاري والسيدة جيمس للتسوق، ولم تكونا قد رجعتا بعد عندما عدت للبيت من العمل. وأستطيع القول بعدما سمعته من أحاديثهما أن السيدة جيمس تملأ رأس كاري على ما يبدو بالكثير من الهراء حول الملابس. ذهبت إلى منزل غوينغ وسألته أن يأتي لتناول العشاء عندنا لعل مزاجي يتحسن قليلا.
أعدت كاري على عجل عشاء متواضعا يتكون من بقايا ضلع بارد، وقطعة صغيرة من السلمون (لم أكن لأقبل بها لو وجدت عنها بديلا)، وبعض المهلبية والكسترد. كما وضعت إناء صغيرا من الخمر على حوافه بعض المربى. أرشدتنا السيدة جيمس إلى لعبة ورق ممتعة تدعى "السلب". وقد أثار دهشتي، كما أثار استيائي، أن لوبين ظهر في وسط الجلسة وقال بلهجة ساخرة: "بعد إذنكم، هذا النوع من الألعاب أكثر حيوية مما أحتمل، سوف أذهب إلى بلاك جاردنز وأستمتع بلعبة الكرات الزجاجية".
كان يمكن أن يزداد الموقف سوءا لولا أن غوينغ (الذي يبدو أنه معجب بلوبين) اقترح أن نخترع لعبة جديدة. قال لوبين: "فلنلعب لعبة (القرود)"، وأخذ يقود غوينغ في أرجاء الغرفة ووضعه أمام زجاج الباب. وعلي أن أعترف أنني ضحكت من كل قلبي على هذا المشهد. شعرت ببعض التكدر عندما وجدت الجميع يضحكون من نكات لم يفسروا معانيها، ولم أكتشف إلا عندما ذهبت للنوم أنني قضيت المساء بأكمله وقد التصق غطاء أحد المقاعد بأسفل معطفي.

28 أغسطس- وجدت طوبة كبيرة ملقاة في وسط حوض الزهور، ومن الواضح أنها جاءت من عند الجيران. اعتذرت شركة باتلز وباتلز عن عدم وجود شاغر للوبين.

29 أغسطس- جعلت السيدة جيمس كاري تبدو مثل بلهاء كبيرة بالفستان الذي اشترته لها وقالت لها بملء فيها: "مدهش". أما أنا فقلت إنه لا يعجبني. كما اشترت لها قبعة أكبر حجما من الفرن، وإن كانت تشبهه في الشكل. عادت السيدة جيمس إلى بيتها، وأثار هذا ارتياحي وارتياح لوبين، وهي المرة الأولى التي أتفق معه على أي شيء منذ عودته. وصلنا خطاب من شركة ميركينز وسون يعتذرون فيه عن عدم وجود شاغر لديهم للوبين.


يتبع...

ليست هناك تعليقات: